لازالت الطوابير غير المنتهية تشكل ديكورا في مصلحة الحالة المدنية ببلدية الجزائر الوسطى لاستخراج الوثائق الإدارية، كشهادة الميلاد الأصلية، التي عادة ما تكون مطلبا أساسيا في الملفات المدرسية والإدارية، حيث تشهد هذه المصلحة توافدا كبيرا للمواطنين اللذين يقفون طويلا أمام الشبابيك رغم أن البلدية تعتمد على نظام الرقمنة الحديث. وفي زيارة «المساء» إلى مصلحة الحالة المدنية ببلدية الجزائر الوسطى لاحظنا اكتظاظا كبيرا لاستخراج الوثائق الإدارية، حيث يشتكي السكان من الزحمة الدائمة على مستوى الشبابيك منذ سنوات، ويجدون صعوبات في استخراج مختلف الوثائق خاصة مع الدخول الاجتماعي كل سنة، تقول إحدى السيدات موضحة بأن «المواطن ينتظر كثيرا للحصول على شهادة الميلاد العادية فما بالك بالشهادة الأصلية في ظل العدد الهائل الذي يشكّل طوابير طويلة!»، في حين أكد مواطن آخر وجدناه ينتظر استلام شهادة الميلاد الأصلية، أن سوء التسيير وانعدام التنظيم يخلقان مناوشات سواء بين المواطنين فيما بينهم أو بين المواطنين والعمال. من جهة أخرى، أكد بعض المواطنين أن مشكل الطوابير من المفترض أنه ينتهي بعد تبنّي بلدية الجزائر الوسطى، نظام الإعلام الآلي لتسريع عملية الحصول على الوثائق، لكن الأمور بقيت على حالها. ومما زاد الطين بلة أن هذا النظام لم يمنع الأعوان من ارتكاب أخطاء على مستوى الوثائق، سواء تعلق الأمر بالأسماء أو التواريخ، مما يجعل المواطن مضطرا لإعادة استخراج الوثائق من جديد، مثلما حدث مع إحدى المواطنات، التي أكدت لنا أنها لم تتمكن من استخراج جواز السفر في الوقت المحدد للسفر إلى السعودية وأداء مناسك العمرة، وأن خطأ في اسمها كلّفها حرمانها من زيارة البيت الحرام. بالمقابل، أكد رئيس مصلحة الأرشيف السيد مولود أحمد ل «المساء»، أن الاعتماد على الإعلام الآلي في استخراج الوثائق سهّل من مهمة الأعوان أكثر من ذي قبل، وخفّف الضغط عن الشبابيك مقارنة بالسنوات الماضية، التي كان يعتمد فيها العمال على القلم والأوراق، موضحا أن الأخطاء التي تُرتكب تتسبب فيها عملية الترجمة؛ لأن الأسماء المكتوبة بالعربية تختلف عن تلك المكتوبة باللغة الفرنسية، مشيرا إلى أن أغلب الأعوان الموجودين ببلدية الجزائر الوسطى من خرّيجي المعاهد ويحوزون على شهادة البكالوريا كما يتمتعون بالخبرة، التي تسمح لهم بممارسة مهامهم بدون أخطاء.