يعول القائمون على الصالون الدولي السادس عشر للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية الذي سينطلق غدا بقصر المعارض بالصنوبر البحري على المشاركة الأجنبية التي ستحمل معها هذا العام تكنولوجيا البناء التي تعمل على تسريع وتقليص آجال الإنجاز، وبالتالي المساهمة في تسليم جل المشاريع في تاريخها الذي حددته السلطات العمومية خاصة فيما يتعلق بإنجاز السكنات والوصول إلى بناء 200 ألف وحدة سكنية في السنة. غير أن الملاحظ أن هذه الطبعة من الصالون لن تشكل فرصة للجانب الجزائري فقط، بقدر ما هي سوق واعدة للعديد من الشركات الأجنبية التي ستتنافس حتما على اقتطاع حصة مما توفره سوق البناء التي تعرف انتعاشا كبيرا بعد أن تحولت بلادنا إلى أكبر ورشة للبناء في المنطقة وفي إفريقيا. وخلال ندوة صحفية عقدت، أمس، بمقر المديرية العامة للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير، أكد السيد صدوق ستيتي، منظم الصالون والرئيس المدير العام لشركة "باتيمتيك"، أن هذه الطبعة تحمل الكثير من المفاجآت خاصة فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة لصناعة السكن، بحيث انتقلت عروض الشركات من الوسائل الكلاسيكية المتبعة سابقا في عمليات البناء إلى العروض التكنولوجية التي تسعى السلطات إلى تبنيها خاصة في إنجاز البرامج السكنية التي تعرف وتيرة إنجاز متثاقلة قد ترهن تسليمها في الآجال التي حددها رئيس الجمهورية بسبب طرق الانجاز البدائية. وعلى هذا الأساس -يضيف السيد ستيتي- بإمكاننا أن نصف هذا الصالون بصالون "تكنولوجيا البناء الحديث" ليس فقط مقارنة بوسائل البناء والانجاز المتاحة من قبل العارضين بل لتوفر التقنيات المتطورة المتبعة في عمليات البناء، خاصة في الدول الأوربية التي قررت أخيرا الكشف عنها وعرضها على المهتمين والمهنيين في خطوة منها للحصول على صفقات ومشاريع في إطار الشراكة أو الاستثمار المباشر، بالإضافة إلى فرص التكوين في هذه التقنيات الجديدة المتاحة لدى الشباب...علما أن كبرى الشركات الأوربية المتخصصة في البناء تعيش حاليا حالة من الركود بسبب الأزمات المالية لبلدانها مما أحالها على البطالة. وتعكس المشاركة الأجنبية القوية هذا الطرح بتسجيل 450 شركة أجنبية من 22 دولة وذلك من مجمل تعداد المشاركين الذي بلغ هذا العام زهاء ال1000 شركة عارضة، تهتم 30 بالمائة منها بكل ما يتعلق بالتجهيزات والوسائل و20 بالمائة منها تعرض كل ما يتعلق بوسائل البناء، بالإضافة إلى تسجيل 15 بالمائة من الشركات المشاركة التي تختص في عمليات الانجاز وباقي المشاركين متخصصون في كل ما يتعلق بالتهيئة والديكور ومختلف الخدمات.. ومقارنة بالسنوات الماضية فقد تضاعف عدد المشاركين الأجانب لينتقل من 282 إلى 488 مشاركا هذا العام. وتسجل تركيا حضورا قويا هذا العام ب125 شركة، تليها إسبانيا ب60 شركة ثم فرنسا ب59 شركة، بالإضافة إلى البرتغال والمغرب وكذا تونس بأكثر من 20 مشاركا لكل منها.. وخلافا للسنوات الماضية فقد تراجعت المشاركة الصينية بشكل ملحوظ، بتسجيل 63 شركة فقط، وقد أرجع السيد مولود سليماني مدير الترقية والتعاون لدى الشركة الجزائرية للأسواق والتصدير هذا التراجع إلى انشغال أكبر الشركات الصينية بعدد من المشاريع الهامة التي استفادت منها مؤخرا من أبرزها المسجد الأعظم ومقاطع من الطريق السيار شرق-غرب وهو ما أدخلها في مرحلة تشبع. ويضيف السيد سليماني أن طبعة هذا العام للصالون الدولي السادس عشر للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية الذي يعد ثاني أكبر وأهم صالون في الجزائر والمنطقة بعد صالون الجزائر الدولي، سيعرف توافد ما لا يقل عن 150 ألف زائر كلهم من المهنيين الذين سيطوفون بأجنحة المعرض كما سيشاركون في الأنشطة والمحاضرات التقنية المبرمجة على الهامش بإشراف خبراء وطنيين وأجانب