أكد السفير الايطالي بالجزائر جيانباولو كانتيني نية المؤسسة الايطالية لصناعة السيارات"فيات" في التقرب من المسؤولين الجزائريين لإحياء مشروع "فاتيا" الخاص بفتح مصنع بالجزائر لتركيب وصناعة السيارات، مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه المستثمرون الايطاليون للسوق الجزائرية، خاصة في مجال التكوين ونقل الخبرات وهو ما يفسره ارتفاع عدد المؤسسات الايطالية النشطة بالجزائر إلى130 منها 28 مؤسسة في مجال قطاع الموارد المائية بعد أن كان عدد المؤسسات الايطالية سنة 2004 لا يتعدى 40 شركة . كما صرح السفير الايطالي بالجزائر ل "المساء" على هامش الطبعة الرابعة للصالون الدولي للتجهيزات وخدمات الموارد المائية أن إيطاليا تولي اهتماما كبيرا للسوق الجزائرية منذ السبعينات، حيث تعتبر الدولة الأوروبية الوحيدة التي واصلت مختلف مشاريعها بالجزائر خلال العشرية السوداء، وهي تطمح اليوم إلى تنويع مبادلاتها التجارية مع الجزائر و التسابق للظفر بالمشاريع الكبرى المسجلة في إطار البرامج التنموية للجزائر. وعن المشاركة القوية للمؤسسات الايطالية في الصالون الدولي للتجهيزات وخدمات الموارد المائية أكد السفير أنها ارتفعت ب 19 بالمائة من الطبعة الثالثة للصالون لتبلغ 28 مؤسسة متخصصة في التجهيزات، الخدمات، الاستشارات، صناعات المنشآت الكبرى لقطاع الموارد المائية ، للمشاركة تحت شعار "النظام الايطالي"، وقد تم تخصيص جناح خاص على مساحة 100 متر مربع، حيث تنوي الشركات المشاركة التعريف بآخر الابتكارات التكنولوجية التي تتحكم فيها والبحث عن فرص شراكة والظفر بأكبر عدد ممكن من المشاريع الكبرى في قطاع الموارد المائية، خاصة بعد أن بلغت صادرات إيطاليا إلى الجزائر السنة الفارطة ما قيمته 18 مليون أورو من المضخات و7,5 مليون أورو من محركات وعجلات مولدات الري وتجهيزات الأنابيب، وهو ما يعكس الاهتمام الذي توليه المؤسسات الايطالية لقطاع الموارد المائية الذي يعتبر سوقا واعدة للاستثمارات الأجنبية وتعتبر إيطاليا حسب تصريح السفير الشريك الأوروبي الثاني للجزائر بعد فرنسا، حيث تنشط مؤسساتها بالسوق الجزائرية في عدة قطاعات منها الصناعات الصغيرة و المتوسطة، الأشغال العمومية، الموارد المائية والطاقة، ونظرا لتنوع العروض المقترحة بالنظر إلى الطلبات تقرر تنصيب لجنة تقنية مختلطة لدراسة المشاريع التي قد تكون موضوع شراكة بين الدولتين خاصة في قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكل ما يتعلق بالتجهيزات الصناعية وخدمات القطاع الطاقوي، التغليف، الميكانيك، المنتجات الصيدلانية، الأجهزة الكهرومنزلية وغيرها وخلال الإشارة إلى المبادلات التجارية بين البلدين أكد السفير ارتفاع حجم المبادلات خلال السنة الفارطة لأكثر من 11 مليار دولار منها 9 مليارات دولار يخص الصادرات الجزائرية المشكلة أساسا من المحروقات وما يزيد عن 2 مليار دولار للصادرات الايطالية المتمثلة في التجهيزات الصناعية والمنتوجات النصف مصنعة، "ونتوقع- يقول السفير- مضاعفة قيمة المبادلات خلال السنوات القليلة القادمة خاصة بالنسبة للجهة الايطالية التي وجدت في قطاعات الموارد المائية و الأشغال العمومية الفرصة لمضاعفة استثماراتها". ومن جانب آخر شرعت المؤسسات الايطالية في الاهتمام أكثر بالتكوين ونقل الخبرات والتجارب للإطارات الجزائرية من خلال انجاز أول مركز خاص للتكوين في مجال تحويل البلاستيك بالجزائر وهو المجال الذي تحتل فيه ايطاليا الريادة في العالم، وهي المبادرة التي تعتبر على حد قول السفير ركيزة هامة للعلاقات الجزائرية- الايطالية التي تدعمت من الناحية الثقافية أكثر من خلال ما يقدمه المركز الثقافي الايطالي من تكوين في اللغة الايطالية والسماح للطلبة الجامعيين بالاطلاع على الثقافة والحضارة الايطالية . وعن سر الاهتمام المتزايد للمستثمرين الايطاليين بالسوق الجزائرية، أشار السفير إلى الإصلاحات التي عرفها القطاع الاقتصادي الجزائري بالإضافة إلى فتح فرص شراكة جديدة الأمر الذي مكن بعض المؤسسات الإيطالية الظفر بصفقات بقيمة 5 ملايير أورو سنة 2007 بعد الاستفادة من خوصصة أربع مؤسسات عمومية منها مؤسسة "الفير" لصناعة الزجاج بوهران وكسب أسهم بمصنع الخزف لقالمة، وهناك مفاوضات جارية للاستثمار بعدة مؤسسات عمومية أخرى . وبخصوص مشروع "فاتيا" لصناعة السيارات بالجزائر والذي بقي حبيس الأدراج لعدة سنوات بسبب عراقيل بيروقراطية، أكد السفير الايطالي بالجزائر أن مؤسسة صناعة السيارات " فيات" تنوي الدخول في سلسلة جديدة من المفاوضات لإحياء المشروع القديم وهو ما يؤكد حرصها على دخول المنافسة في سوق السيارات بالجزائر الذي عرف خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية لكن في مستوي التسويق فقط، حيث تنوي "فيات" الايطالية فتح مجال آخر للتصنيع وتسويق السيارات في الجزائر بأسعار تنافسية.