أطلقت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حملة تحسيسية واسعة لمكافحة المخدرات يوم 19 افريل الجاري إلى غاية 26 منه، شعارها ”ألم... أمل”، شملت كلا من بلدية بوزريعة، باب الوادي، بولوغين، رايس حميدو ووادي قريش، تهدف، حسب المنظمين، إلى التحذير من خطر الموت الذي تحمله هذه الآفة التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة بالمجتمع الجزائري. وخصصت بلدية بوزريعة قاعة المحاضرات لجمعية العلماء المسلمين فرع ”سيلست”، لمباشرة نشاطها التحسيسي، بالتنسيق مع الكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث ضمت القاعة معرضا تناول مجموعة من الصور التي تعكس المعاناة التي يعيشها الأشخاص المتعاطون لهذه السموم، كما أرفق المعرض بجملة من الرسائل التحسيسية التي تظهر للزوار بطريقة علمية، النتائج المترتبة عن تعاطي المخدرات، إلى جانب تخصيص فضاء للأطفال يحوي رسوما متحركة تحسيسية ليفهموا بدورهم المقصود من المخدرات. وفي حديثه ل ”المساء”، قال هيثم بن ناصر المكلف بالإعلام على مستوى الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج البدر ببوزريعة ” إن الكشافة بحكم أنها تمثل المجتمع المدني ارتأت أن تشارك جمعية العلماء المسلمين في الحملة الواسعة التي أطلقتها لمكافحة المخدرات والتي حمّلتها مجموعة من الأهداف لتحقيقها من خلال المعرض التحسيسي، الذي نسعى عن طريق الصور المدرجة فيه، إلى تحريك مشاعر الناس المدمنين وحتى غير المدمنين لهذه السموم والتحسيس بخطورتها، أما الهدف الثاني فهو التركيز على الوقاية، إذ أن هناك عددا كبيرا من الناس يدفعون بالقول أن الحملة لا تعنيهم، ولكن في حقيقة الأمر هذا خطأ، لأننا جميعا معرضون لخطر الانحراف تحت أي ظرف، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، نسهم في تحويل غير المتعاطي إلى مكلف بنشر رسالة تحسيسية لكل مدمن على المخدرات، وبالتالي يسهم بدوره في حماية المجتمع من هذه الآفات، لأن ما نبغي الوصول إليه هو توعية الناس بخطورة هذه الآفة التي ينجر وراءها الشباب بدافع الجهل”، يقول المتحدث. مضيفا ”الى جانب المعرض، تم برمجة مجموعة من المحاضرات يشرف على تنشيطها مختصون في المجال، على غرار محاضرة حول علاقة الأبناء بالآباء يلقيها أخصائي نفساني، ومحاضرة حول المراهقة والانحراف ينشطها مختص في التنمية البشرية، وبالمناسبة، تم إلقاء المحاضرة الأولى بمسجد الأبرار ببوزريعة من قِبل الإمام صاري بعد صلاة المغرب، حيث تطرق، حسب محدثنا” الى الأحكام الشرعية لمن يتعاطى المخدرات”، ومن جملة ما قال، ”أن المخدرات مثل الخمر تعد من المسكرات، بل هي أشد حرمة وأكثر ضررا ”. وجاء على لسان محدثنا، أن إحدى أهم نتائج هذه المحاضرة، أنه تم تشجيع بعض المصلين من المتعاطين على التقدم والاعتراف بتناول المخدرات، ليتم توجيههم إلى الجهات المعنية قصد تلقي العلاج. كما ألقى المكلف بالإعلام هو الآخر، محاضرة بصفته طبيبا مقيما بمستشفى بني مسوس حول الأضرار الناجمة عن تعاطي المخدرات بالمسجد أيضا، حدثنا حولها، فقال ” عرضت بطريقة بسيطة المقصود من المخدرات وأضرارها على المصلين، ليتسنى لهم فهمها، وكان من جملة ما بينته، المقصود من المخدرات التي يجهلها الكثيرون، حيث عرفتها لهم بأنها كل مادة تؤثر على الجهاز العصبي، وتغير درجة الوعي، الطبع، الأحاسيس أو القدرات العقلية للفرد، سواء كانت طبيعية، كيميائية أو هجينة، ومنها المهلوسات : مثل التبغ، الحشيش، القنب الهندي، والمسكنات، مثل مضادات الاكتئاب، إلى جانب الأفيونيات مثل الهيروين والمورفين والكوديين. ومن جملة ما شرحته أيضا للمواطنين الذين تجاوبوا معنا وثمنوا الحملة التحسيسية التي تمت بالمسجد، أن المدمن يمر بعدة مراحل، منها المرحلة التي يبدأ فيها بتناول المخدر بعدها يضطرب، ويدفعه التعود الى زيادة الجرعة تدريجيا وتصاعديا حتى يحصل على الآثار نفسها من النشوة، لتأتي مرحلة الاستعباد أو التبعية، وهي مرحلة يستسلم فيها المدمنلسيطرة المخدر ويصبح اعتماده النفسي والعضوي لا إراديا”. وحسب محدثنا، كان من بين أهم النقاط التي ركز عليها من خلال إشرافه على تنشيط المحاضرة، تنبيه الحضور إلى مختلف الأعراض التي تختلف، حسب المرحلة التي وصل إليها المتعاطي، وتتمثل عموما في حالة من البهجة المفرطة (الضحك المفرط)، توسع حدقة العين والمبالغة في المشاعر والأحاسيس، إلى جانب الإصابة المتكررة بالنوبات والنزلات التنفسية. وحول العلاج من هذه الآفة، قال الطبيب هيثم ” يخشى الكثيرون التقرب من مصالح علاج التسمم، ويتواتر بينهم أن هذه المراكز تنتج الجنون أو أنها لا تجدي نفعا، من أجل هذا نبهتهم بصفتي طبيبا، إلى أنه لكل علاج أعراض جانبية، بل وحتى أبسط الأدوية قد يكون لها تأثير على القدرات العقلية للمريض، إلا أن الحقيقة هي أن الأعراض الحاصلة أعراض مؤقتة سرعان ما تزول إذا التزم المريض بالعلاج وواصل عملية الإقلاع”. من جهته، حدثنا عبد الرزاق حلالشي المنسق بجمعية علماء المسلمين شعبة بوزريعة، عن الحملة التحسيسية لمكافحة المخدرات فقال ”أردنا من خلال هذه الحملة الخروج عن المألوف وعدم ربط الحملات التحسيسية بالأيام العالمية، لا سيما عندما يتعلق الأمر ببعض الآفات الخطيرة مثل المخدرات، لأن تخصيص يوم واحد للتحسيس غير كاف، لذا رغبنا في تحويل العمل التوعوي إلى نشاط سنوي، وعموما، بدأنا بهذه الحملة التي تمتد على مدار أسبوع وتستهدف عامة الناس، بعدها من المنتظر أن نوسع العمل التحسيسي إلى المدارس بإقامة معارض مصغرة نشرح فيها للأطفال خطورة هذه الآفة، ونتطلع إلى برمجة محاضرات حتى على مستوى المؤسسات التربوية والمتوسطات المتواجدة ببلدية بوزريعة. وأضاف ” اعتمدنا من خلال عملنا التحسيسي، إلى جانب معرض الصور الذي شد انتباه الزوار من مختلف الشرائح العمرية، على أشخاص مختصين في الجانب النفسي والطبي، وحتى الشرعي على غرار الأئمة لتثقيف الناس وتوعيتهم بطرق علمية، ويبقى هدفنا الأسمى هو تحويل أفراد المجتمع إلى حاملي رسائل تحسيسية تسهم في حماية أفراد المجتمع من كل أشكال الانحراف”.