نشّط الروائي واسيني الأعرج ندوة فكرية حول مساره الأدبي مع بيع بالتوقيع لمختلف أعماله، والتي لقيت إقبالا واسعا للجمهور العنابي، على غرار رواية مسالك أبواب الحديد وأصابع لوليتا إلى جانب رائعة ألم الكتابة عن أحزان المنفى ووقع الأحذية الخشنة. الندوة الثقافية احتضنتها المكتبة الرئيسة للمطالعة بمدينة عنابة على هامش معرض الكتاب المتواصل ببهو المكتبة. الروائي الكبير واسيني الأعرج تحدّث، أول أمس، لنخبة من المثقفين ومجموعة من الحضور، منهم أدباء وروائيون قدِموا من تونس الشقيقة، عن مفهوم الحرية في كتابته، والتي لّخصها في أن الحرية الثقافية هي أن تتقاسم مع شخص آخر كل تفصيلات ومفردات عالم الكتابة، وهنا، يضيف واسيني، تصنع جرأة الروائي في موازته بين العمل الداخلي والخارجي على حد سواء، فالحرية تتحول إلى موضوعات للكتابة في فضاء رحب. أما عن الحكاية في إبداعاته الفكرية والأدبية فقال واسيني الأعرج إنه من حق القارئ أن يتبع ويفهم مغزى الحكاية في أية رواية؛ لأن الروائي مطالَب بالتغلغل في أعماق وأحاسيس القراء والذهاب بهم إلى مختلف مراحل بناء حكاية جديدة، كتحديد الزمان والمكان وحتى أبطال هذه الحكاية. وحسب ذات المتحدث فإنه مفهوم ضيّق لمّا نقول إن الخطاب هو الأساس في المحادثة والمهيمن على أي نص أدبي، في صناعة الوعاء الخارجي لأي عمل روائي، وإنما تبقى الحكاية عند واسيني الأعرج هي المهمة في إشراك القارئي في أحاسيسه. وعلى صعيد آخر، أشار الروائي واسيني الأعرج إلى نصوص المسرحيات التي اقتُبست من أعماله، مثل رواية أنثى السراب، والتي أُخذت منها مسرحية امرأة من ورق للمخرجة الفنانة صونيا. وقد اعتبر ذلك إبداعا وإضافة في العمل المسرحي، فقط أكد على ضرورة فهم القصة وطريقة الاقتباس، من أجل احترام مجهود أي روائي. نجاح روايات واسيني الأعرج في العمل لا تشبه نظيراتها في السينما، حسب ذات المتحدث، والذي قال: “إن علاقتي مع السينما مأساوية”، وذلك أن روايته الأمير كان مرشحا أن يكون عملا سنمائيا، لكن بسبب التعقيدات وبعض الأسباب الأخرى بقي هذا العمل حبيس الأيام. وتحدّث الروائي واسيني الأعرج عن روايته الأخيرة والتي سترى النور في جوان المقبل في سلسلة دبي الثقافية، وستُنشر في شهر جويلية في دار الآداب، ثم في ديسمبر في فضاء الإبداع الحر بالجزائر، وهي رواية مملكات الفراشات، تتحدث عن شابة في لحظة أزمة تبحث عن بديل لتجاوز حلتها بعد أن أحرقت صيدلتها، تجد نفسها أمام الفايس بوك، تتعرف على شخصية تحبها لسحر لغتها، وتبقى على علاقة معها لمدة 3 سنوات، وعندما تلتقي بها تجده شخصا آخر، وهنا تبدأ معاناة الفتاة، والتي تضيع بعد عزلة والدها وتقاعد أمها، وهي مدرّسة للغة الفرنسية.