قدمت الجمعية الثقافية ”إثري” من بلدية أيت عيسى ميمون بتيزي وزو، يوم الإثنين الفارط، العرض الشرفي الأول لمسرحية ”الطريق السريج” من إخراج بوعلام ماقور وتأليف علي تامرت، تناولت حقبة من الثورة التحريرية، وأظهرت معاناة الشعب الجزائري خلال كفاحه ضد الاحتلال، الذي مارس كل أنواع البطش والتعذيب، ورصد العمل صمود وإيمان الجزائريين بالاستقلال. أحداث المسرحية جسدت على مسرح كاتب ياسين بتيزي وزو، بطريقة أرادها المخرج لوحة فنية توقع فصلا من فصول تاريخ الجزائر العريق، وحقبة زمنية مهمة احتضنها في مشاهد مؤثرة، وقد شارك في العرض عدد من الممثلين من ولاية تيزي وزو وبومرداس، اكتشف الجمهورمواهبهم التمثيلية من خلال تجسيدهم لأحداث المسرحية ووقعوا بصماتهم عليها بكل احترافية وإبداع. العرض الشرفي الأول الذي احتضنته قاعة المسرح الجهوي لولاية تيزي وزو، استقطب جمهورا غفيرا من محبي الفن الرابع وهواة وعدد من الشباب الناشطين في الجمعيات الثقافية بالولاية، وقد رافق الجمهور أحداث المسرحية بالتجاوب والتصفيق تشجيعا لأداء الممثلين وإبداعهم الفني من حيث قوة الحضور وتجسيد أحداث المسرحية بروح فنية رائعة. وقد دارت أحداث المسرحية في زمن الثورة التحريرية في إطار مكاني أراده المخرج أن يكون في الجبال في معسكر افتراضي للمجاهدين، وعالجت المسرحية قصة طالب جزائري ترك الدراسة ومستقبله المهني من أجل الالتحاق بجيش التحرير، وقرر الصعود إلى الجبال من أجل محاربة العدو الفرنسي وفداء روحه من أجل تحرير الوطن. وفي عدد من المشاهد تابع الجمهور لوحات فنية مؤثرة كلها فداء وحب للوطن وحرب من أجل الاستقلال، تبدأ المسرحية بلوحة يظهر فيها شبان التحقوا بالجيش حديثا، وفي مهمة مراقبة العدو يأتيهم الضابط بأمر تنفيذ عملية حربية واستدعى لتنفيذها مجاهدون من المجموعة ممن لهم خبرة في الحرب، ولكن الضابط أيضا طرح على المجاهدين مهمة من أصعب المهمات، كونها تتعلق بقتل الحاكم العسكري الفرنسي للمدينة، ولصعوبة تلك المهمة اختار قائدهم أن يترك لهم الخيار فيما يخص التطوع للقيام بتلك العملي، وفي مشهد مؤثر يعود أحد المجاهدين ملطخ بالدماء ليموت بين أيدي إخوته المجاهدين، ليلقى هذا في نفس المجاهد الشاب رشيد رغبة في الانتقام لدم إخوته الشهداء، ويقرر أن يرفع يده للشهادة والانطلاق في تنفيذ عملية قتل الحاكم العسكري، ورغم إصرار قائد الثورة التحريرية على رشيد، بإعادة التفكير لكونه لا يمتلك ما يكفيه من الخبرة لقيامه بعملية بتلك الخطورة، إلا أن كرهه للمستعمر وحزنه على إخوته الشهداء حال دون عدوله عن أداء المهمة، لينطلق في أول عملية حربية له وكله عزم وإيمان بالقيام بالعمل الفدائي وتسجيل اسمه في السجل الذهبي للثورة، الأمر الذي حفزه وجعله ينفذ المهمة الصعبة التي أسندت إليه بمتابعته لأوامر القائد حرفيا والتزامه بشروط العملية بالتدقيق. واختتمت أحداث المسرحية بالاحتفال بنصر المجاهد الشاب رشيد وجسد مخرج المسرحية ذلك الانتصار بمشهد احتفالي، حيث يقوم بتزويج الشاب المناضل رشيد بإحدى المجاهدات تحمل اسم حورية، الذي يرمز للحرية والاستقلال.