أقحمت إسرائيل نفسها في المأزق السوري، مستغلة حالة الفوضى التي يشهدها هذا البلد، بعد تنفيذها لغارات جوية داخل العمق السوري في خرق مفضوح لكل القوانين والمعاهدات الدولية في هذا المجال. وإذا كانت إسرائيل نفت الأمر، إلا أن مصادر أمريكية سارعت إلى تأكيد وقوع عمليات قصف استهدفت قوافل عسكرية، بدعوى أنها كانت تنقل صورايخ أرض جو سورية إلى حزب الله اللبناني. والتزمت سلطات الاحتلال الصمت المطبق على هذا العدوان، في وقت أكدت فيه صحف أمريكية الحادثة التي نفذتها تحت ذريعة مراقبة ومنع كل عمليات نقل أسلحة سورية وخاصة الكيماوية منها لصالح حزب اللبناني. وأجمعت صحف وقنوات تلفزيونية أمريكية على القول إن طائرات عسكرية إسرائيلية قامت نهاية الأسبوع بعمليات قصف جوي لعربات مدرعة، يعتقد أنها كانت محملة بأسلحة "محظورة" كانت في طريقها إلى الحدود الدولية بين سوريا ولبنان. ورغم هذه التأكيدات إلا أن جيش الاحتلال رفض التعليق عليها، حيث اكتفى مسؤول عسكري إسرائيلي على القول إن إسرائيل تتابع الوضع في سوريا ولبنان وخاصة ما تعلق بتحويل أسلحة كيماوية وأسلحة خاصة" إلى حزب الله. وأكد السيناتور الأمريكي لاندساي غراهام، أن إسرائيل قنبلت فعلا الأراضي السورية ليلة الخميس إلى الجمعة، وقال بلغة المتأكد من معلوماته إن أجهزة مخابرات أمريكية وغربية بصدد دراسة معطيات، أكدت أن إسرائيل قامت فعلا بعمليات قنبلة جوية للأراضي السورية.وأكد مصدر إعلامي أمريكي، أن عمليات القصف استهدفت شحنة أسلحة كانت موجهة إلى حزب الله اللبناني"، وهو الأمر الذي أكده مصدر دبلوماسي بالعاصمة اللبنانية بيروت، وقال إن الهجوم الجوي الإسرائيلي استهدف شحنة صواريخ أرض جو كان الجيش السوري قد استلمها مؤخرا من روسيا وكانت في مخازن بمطار دمشق الدولي.يذكر، أن حكومة الاحتلال سبق وأن اعترفت شهر جانفي الماضي بضرب أهداف سورية، بدعوى أنها مخازن لأسلحة كيماوية. ونفت السلطات السورية أمس وقوع القصف الإسرائيلي، حيث اكتفت وكالة الأنباء السورية بالتأكيد على أن عناصر متمردة قامت بقصف طائرة سورية كانت جاثمة على أرضية مطار العاصمة دمشق ودمرت مخزنا للوقود. ويأتي الكشف عن انتهاك سلاح الجو الإسرائيلي للسيادة السورية، في وقت أكد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه لا ينوي إرسال جنود أمريكيين إلى سوريا حتى في حال ثبتت التهم الموجه لنظامها باستخدام أسلحة كيماوية ضد عناصر الجيش السوري الحر المعارض. وأكد الرئيس الأمريكي أنه لم يتصور بعد أي سيناريو لإرسال جنود أمريكيين، وأن ذلك سيكون شيئا جيدا بالنسبة للولايات المتحدة أو أنه أمر مفيد بالنسبة لسوريا. ويبدو أن الرئيس أوباما لا يريد فتح جبهة مواجهة جديدة في المنطقة وبلاده مازالت لم تحسم أمر الجبهتين العراقية والأفغانية، وفي وقت لم تتمكن فيه من تبني مقاربة واضحة بخصوص التعاطي مع الملف النووي الإيراني بين خياري القيام بتدخل عسكري ضد المنشآت النووية في هذا البلد من عدمه. ولكن الرئيس الأمريكي لم يستثن بصفته القائد الأعلى للقوات الأمريكية الفكرة، وقال إن الأمر مرهون بالظروف ويتعين أن أحصل على كل صلاحياتي للدفاع عن مصالح الأمن القومي الأمريكي.