قصد إحداث التوازن بين ال57 بلدية في مجال النظافة، قررت ولاية الجزائر، إنشاء مؤسسة جديدة للتنظيف ورفع ونقل القمامات المنزلية، أطلق عليها اسم "اكسترانت"، ستسمح فور دخولها الخدمة، بتعميم خدمة التنظيف على مستوى كامل بلديات العاصمة. وتأتي هذه الهيئة التي ستغطي 29 بلدية، في الوقت الذي أصبح استحداث مثل هذه الهيئة على مستوى العاصمة، أمرا ملحا بعد أن أصبحت أحياؤها غارقة في القمامة. كما تقرر، من جهة أخرى، إنشاء مؤسسة "جيزيتال" التي تتكفل بتسيير مراكز الردم التقني على مستوى ولاية الجزائر. وسيتم بموجب قرار إنشاء مؤسسة "إكسترانت"، إدماج عمال النظافة للبلديات، في المؤسسة الجديدة التي أسندت لها كذلك مهمة استحداث بنك معلومات لمراقبة المفرغات على مستوى البلديات وتجسيد المخطط التوجيهي المعتمد من طرف ولاية الجزائر في هذا المجال والرامي إلى استعادة الوجه اللائق للعاصمة. وأكد رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف، التربية والتعليم وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، السيد محمد الصالح ديلمي، أن المؤسسة الجديدة، مستقلة عن مؤسسة "نات كوم"، صادق على قرار إنشائها المجلس في أفريل الماضي، موضحا من جهة أخرى أن العاصميين كانوا يعتقدون أن "نات كوم" تغطي كل العاصمة وهي في الحقيقة لا تغطي سوى حيز جغرافي محصور (28 بلدية) أي ما يمثل 23 بالمائة من المساحة الإجمالية لولاية الجزائر أي بمعنى أن 77 بالمائة من العاصمة تغطيها البلديات بإمكانياتها وظروفها ومشاكلها المعروفة لدى العام والخاص. وأضاف المتحدث أن البلديات ال29 التي تسند إليها مهمة تنظيف ورفع النفايات المنزلية من المفروض أنها تتكفل بقضايا المواطنين في التنمية المحلية وفي القضايا الإدارية، وليس جمع النفايات، ما جعل المجلس الشعبي الولائي للعاصمة يقترح استحداث مؤسسة "اكسترانت" وهو الاقتراح الذي تم الإجماع عليه لأنه يصب في مصلحة المواطن ومصلحة البلديات وحتى الحكومة. وحسب السيد ديلمي فإن عمل المولود الجديد يأتي مكملا وموازيا لعمل مؤسسة "نات كوم" على مستوى البلديات المتبقية، مشيرا إلى أن شرط العصرنة واعتماد آليات العمل الحديثة والبحث عن وسائل تكنولوجية يقع على عاتق المؤسستين كون أنه –يضيف المتحدث- يستحيل الاستمرار في العمل بالطرق التقليدية المعتمدة والتي لم تأت بالنتائج المرجوة. وستكتفي مؤسسة "اكسترانت" التي لم يتم تحديد موعد دخولها الخدمة بعد في مرحلة أولى، باستغلال المرافق والهياكل البلدية المتوفرة في انتظار استحداث 7 وحدات على مستوى المقاطعات الإدارية كما ستوضع كل الوسائل المخصصة لرفع النفايات المنزلية التابعة لهذه البلديات تحت تصرفها. فيما سيتم التركيز في التغطية على التجمعات السكنية ذات الكثافة السكانية الكبيرة والأحياء الجديدة التي استقبلت المرحلين الجدد. وموازاة مع إنشاء مؤسسة جمع النفايات المنزلية، قررت الحكومة أيضا استحداث مؤسسة "جيزيتال" وهي مؤسسة ذات طابع تجاري وصناعي، مكلفة بتسيير مراكز الردم التقني على مستوى ولاية الجزائر ستصبح فور دخولها حيز الخدمة -حسب السيد ديلمي- الجهة المخولة بالتكفل بعملية الردم بالعاصمة، في إطار قانوني، تشريعي وبيئي، جاءت لتحل مشكل ردم النفايات بالوسائل العصرية دون إلحاق أي ضرر بالمواطنين.