واليوم بات مشكل النظافة هاجسا لدى العديد من بلديات العاصمة، سيما تلك التي لا تدخل ضمن مخطط تغطية مؤسسة جمع النفايات المنزلية "نات كوم" التي تعمل على تجسيده عبر28 بلدية، وبالمقابل تُعاني بلديات أخرى من مشكل النفايات، الوضع الذي دفع الكثير منها للاستنجاد بمؤسسة النظافة سواء من أجل ضمها إلى بلدياتها الحضرية، أومن أجل مساعدتها في احتواء الظاهرة. والي العاصمة يأمر بمضاعفة الخدمات أمر والي العاصمة محمد الكبير عدو، المؤسسة المعنية بمضاعفة عدد تدخلاتها باستحداث فرق مناوبة تعمل خارج المداومات اليومية وفي الفترات الليلية، إلى جانب تدعيم المؤسسة بشاحنات جديدة لنقل النفايات المنزلية. كما أن إدراج بلديات أخرى ضمن نشاط مؤسسة نات كوم يبقى مرهونا بقرار من المصالح الولائية، أو إعادة النظر في تسيير المداخيل الجبائية المحلية للبلديات التي سيتم إدراجها ضمن مجال تدخل المؤسسة، حيث تعمد المصالح الولائية بأخذ نسبة 50 بالمائة من مداخيل 28 بلدية حضرية، وتعيدها إليها في شكل خدمات عن طريق مؤسسات عمومية مثل مؤسسة "نات كوم" للنظافة، أسروت وإرما. وبذلك فإن إدماج بلديات أخرى خارج 28 بلدية حضرية يستدعي النظر في مسألة الاستفادة من مداخليها وتحويلها إلى خدمات عمومية وهذا في صالح الجميع.
2000 طن يوميا ترفعه مؤسسة نات كوم أبدى سكان بعض البلديات، على غرار بلدية براقي، الحراش، وبوزريعة، امتعاضهم الشديد جراء الوضع الذي آلت إليه أحياؤها، والتي تسبّبت بشكل مباشر في تشويه الوجه الحضري لها، دون الحديث عن المشاكل الصحية الناجمة عن النفايات التي يصعب احتوائها في ظل تفاقم الوضع ومحدودية الإمكانيات.
النفايات المنزلية ... لافتة بوزريعة تعيش أحياء بلدية بوزريعة على وقع مشكل انتشار النفايات المنزلية التي صارت اليوم ديكورا يميز جميع أرجائها وأزقتها، رغم أنها تعتبر من المناطق الجبلية الجميلة، ما دفع بالسلطات المحلية لأخذ الإجراءات اللازمة من أجل إنقاذ الوضع، وفي هذا السياق ذكر مسؤول بالمجلس البلدي، أن البلدية تعتزم حل المشكل من خلال اقتناء شاحنات نظافة إضافية وتوفير الحاويات، وغيرها من الإجراءات التي عملت على تجسيدها من أجل تحسين مستوى النظافة بالمنطقة، والعمل على احتواء المشكل.
مفهوم النظافة بإقليم بلدية براقي، وهي بلدية تضم أزيد من 114 ألف نسمة، يعد من المشاكل المتعاقبة على المجالس المنتخبة، على اعتبار أن المجلس السابق عانى مشاكل كبيرة من حيث وسائل النظافة القديمة والإمكانيات الضعيفة للبلدية كونها فقيرة، ورغم ذلك عملوا على تدارك العديد من المشاكل في هذا المجال، من خلال طلب المساعدة من المصالح الولائية التي زوّدت البلدية بشاحنات نظافة، تُضاف إلى 4 شاحنات تملكها البلدية، ما يعني أن الحظيرة تضم على الأقل 10 شاحنات وتقريبا 90 عون نظافة، ومن المنتظر أن تحصل البلدية، قريبا على 5 شاحنات جديدة من مصالح ولاية الجزائر لضمان تغطية أكبر، إضافة إلى توظيف 60 عاملا جديدا، غير أن هذا ليس كافي حسب ذات المتحدث، ما دفع البلدية للاستنجاد بمؤسسة "نات كوم" للتكفل بالجانب المتعلق بالنظافة، إلا أن الأمر لم يدم طويلا على اعتبار أن المؤسسة لا تملك الوسائل الكافية لضمها إلى البلديات التي تغطيها، ما دفعها إلى خوض تجربة مع الخواص من خلال كراء الوسائل وعتاد النظافة لمدة معينة، غير أنها هي الأخرى لم تستمر نظرا لبروز مشاكل كبيرة زادت الوضع تعقيدا، كما أن الوضع بات ينبئ بكارثة بيئية
حي بولعراس بالحراش ... مثال للتعفن تشهد بلدية الحراش مشاكل كبيرة ناجمة عن القمامات التي تحاصر معظم أحيائها، على غرار حي بولعراس، كوريفة، حي دعيش وأحياء أخرى لا يمكن ذكرها، وهي تعد من النقاط التي تشهد وضعا كارثيا يصعب احتواءه، نظرا لقلة إمكاناتها وكثرة انشغالاتها، ما دفعها لطلب المساعدة من المؤسسة الولائية للنظافة التي عملت على دراسة حالة البلدية من أجل ضمها إلى البلديات التي تدخل ضمن مجال تغطية مؤسسة "نات كوم" والتي تعتبر الشركة الوحيدة التي تعمل جاهدة من أجل ضمان سلامة المحيط والسكان.
نفس المشكل بالأحياء الحضرية نفس المشكل تعيشه الأحياء الحضرية المتواجدة بالبلديات الأخرى، على غرار بلدية جسر قسنظينة والكاليتوس، رغم إشراف مؤسسة نات كوم على النظافة بالمنطقة وتسخير المؤسسة كافة الإمكانات المادية المقدرة ب 350 شاحنة، والبشرية المقدرة ب 5 آلاف عامل يعملون ب 28 بلدية حضرية، إلا أنها تُعاني من مشاكل كبيرة سببها الكثافة السكانية المعتبرة وكثرة الأسواق، ما يعيق أداء مهامها على أكمل وجه، كما أن عدم تفهم المواطن وعدم تقديمه المساعدة لعون الأمن صعّب عمل مؤسسة نات كوم، إلا أن مصالح البلدية تعمل على تحسين مستوى النظافة وذلك من خلال دعمها بعتاد جديد، وهو عتاد كفيل بالقضاء على جملة المشاكل التي تُعانيها البلدية.
مجهودات المصالح الولائية غير كافية من أهم الأعمال التي قامت بها المصالح الولائية من أجل تدارك الوضع، وضع مخطط توجيهي لتنظيم ورمي النفايات على اختلاف أنواعها، وذلك في إطار القضاء على أهم النقاط السوداء الموزعة على مستوى بلديات العاصمة، انطلاقا من المفرغات العمومية التي سيُعاد تأهيلها، إلى جانب فتح مفرغات عمومية أخرى من شأنها تدعيم جانب النظافة، ومن جهة أخرى المخطط التوجيهي الخاص برمي ونقل النفايات المنزلية والصناعية على مستوى العاصمة، إلى جانب تأهيل المفرغات الذي اقتطعت له المصالح الولائية ميزانية جد معتبرة، كما أن مسألة إعادة تأهيل المفرغات العمومية بالعاصمة يهدف إلى القضاء على مشكل التلوث بمختلف النقاط السوداء التي تستدعي التدخل السريع عن طريق فتح مفرغات عمومية جديدة، لاسيما أن المفرغات المتواجدة بالعاصمة بلغت درجة كبيرة من التعفن، الأمر الذي يستدعي وضع لجنة خاصة لمراقبة المفرغات العمومية بالعاصمة وتتعلق بمتابعة جميع أنواع عمليات ردم ورمي النفايات المنزلية، والمفرغات المتخصصة في جمع الأتربة والحصى على مستوى الطرق الرئيسية والفرعية بالولاية.
النظافة عبر 28 بلدية مهمة صعبة وأكد مدير مؤسسة نات كوم، أحمد بلعاليا، أن المحافظة على نظافة 28 بلدية حضرية بالعاصمة، تبقى مهمة صعبة في ظل عدم احترام المواطنين لأوقات إخراج النفايات، وإخراج النفايات المنزلية التي تبقى من بين أهم الأسباب المساهمة في هذا المشكل. ويبقى انتشار النفايات والأوساخ واجهة حقيقية لأحياء وأزقة الجزائر. أمال كاري