يحفّز الفوز الذي حققه الفريق الوطني الجزائري أول أمس على وصيف بطل أمم إفريقيا بوركينا فاسو بهدفين مقابل صفر بملعب تشاكر بالبليدة، العناصر الوطنية، على التحضير بمعنويات مرتفعة لمباراة البنين. وقد عمد مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش، خلال هذه المباراة التي كانت أحسن اختبار لقدرات الجزائريين، إلى إشراك كل اللاعبين تقريبا في هذه المواجهة في غياب الثلاثي الدولي الذي ينشط في البطولة الإسبانية لحسن، كادامورو وفغولي؛ فالفوز كان مفيدا، والمدرب الوطني كشف بعض النقائص التي سيعمل على تعديلها قبل المباراة المقررة يوم 09 جوان الجاري في العاصمة بورتونوفو ضد المنتخب البنيني. وقد ظهر الفريق الوطني بوجهين مختلفين خلال شوطي المقابلة، فرغم الهدف المسجَّل من طرف المهاجم هلال سوداني في الدقيقة 32، والذي يبرهن في كل مرة على أنه يمكن الاعتماد عليه إلا أن بداية الخضر كانت بجس النبض أمام فريق قوي يملك لاعبوه قوة بدنية كبيرة، فقد كانت التشكيلة الوطنية تحاول أن تستغل أي خطأ يرتكبه الفريق البوركينابي مع محاولة الرد بالهجمات المعاكسة عن طريق تايدر، جبور وسوداني، هذا ما جعل بوركينافاسو يظهر في المرحلة الأولى أحسن من الفريق الوطني، الذي وفي الشوط الثاني من المباراة، أظهر وجها آخر، حيث لعب تماما خطة هجومية محضة، فبعد خروج المهاجم رفيق جبور الذي لم يتحرك كثيرا بسبب الرقابة الشديدة التي سُلطت عليه من قبل كوني وتعويضه بإسلام سليماني، تَغير أداء الخضر، الذي أصبح صاحب المبادرة وخلق عدة فرص للتسجيل، تجسدت إحداها في توقيع هدف ثان من قبل سليماني في الدقيقة 56، كما أدى دفاع الخضر دوره كما ينبغي في هذه المباراة، حيث وقف الند للند أمام لاعبي بوركينافاسو وحرموا بونسي، الذي قاد فريقه إلى نهائي كأس إفريقيا، من الوصول إلى شباك دوخة ومبولحي. وقد أشرك المدرب الوطني ثلاثة مدافعين في محور الدفاع؛ بوڤرة، مجاني وبلكالام، مع مهدي مصطفى ومصباح كظهيرين وأكثر تقدما إلى الأمام، ولعل هذه هي الخطة التي سيعتمدها المدرب حليلوزيتش في تنقّله إلى البنين، وهذا حتى يحرم الفريق الخصم من بلوغ شباك الفريق الوطني، فثلاثي المحور وبعودة بوڤرة، أدى مباراة في المستوى أمام لاعبي بوركينافاسو، الذين يملكون قامة طويلة وبنية مورفولوجيو قوية، وحتى إن لم يرد المدرب البوسني للخضر كشف الخطة التي سيعتمدها في لقاء العودة ضد البنين، إلا أن التشكيلة التي أقحمها ضد بوركينا فاسو توحي بأنه سيعتمد على خطة دفاعية مع استغلال هفوات البنين والرد عليه بالهجمات المعاكسة، على أن يكون سليماني الورقة الرابحة له ليوظفها في الوقت المناسب من المباراة بغية التسجيل.وصول لاعبي البطولة الإسبانية متأخرين عن تربص الخضر والذين لم يلعبوا المباراة الودية، يريح المدرب حليلوزيتش كثيرا، حيث سيسمح له ذلك بتحديد الخطة التي سيلعب بها في كوتونو بعد الحصص التدريبية التي سيجريها هؤلاء مع بقية زملائهم خلال هذه الأيام، التي ستسبق مباراة البنين، فمن المنتظر أن يقحم كادامورو ولحسن وفغولي كأساسيين في هذه المقابلة رغم أنهم لم يلعبوا لقاء أول أمس ضد بوركينافاسو.