خرج الرئيس التركي، عبد الله غول عن صمته أمس، إزاء المظاهرات الشعبية في بلاده، مخاطبا المتظاهرين بالكف عن حركتهم الاحتجاجية، ومطمئنا إياهم بأن "رسالتهم وصلت". وتواصلت المظاهرات الاحتجاجية في ساحة تقسيم "الاستقلال" بمدينة اسطنبول لليوم الرابع على التوالي، ضمن عمليات كر وفر بين المحتجين وقوات الشرطة، على خلفية إصرار حكومة طيب رجب اردوغان على إقامة مشروع حضري في هذه الساحة الرمز، اضطرت خلاله على اقتلاع 600 شجرة تاريخية اعتبرها أنصار حماية البيئة مساسا بالمحيط وطالبوا بإلغاء المشروع من أساسه. ولجأت تعزيزات قوات الشرطة أمس، إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه الساخنة لتفريق آلاف المتظاهرين، الذين عادوا أمس إلى ساحة تقسيم التي غادرتها قوات الشرطة قبل يومين لمواصلة احتجاجاتهم. وانتقلت عدوى المواجهات أمس إلى العاصمة أنقرة، عندما نزل حوالي ثلاثة آلاف متظاهر معظمهم من الطلبة والشباب إلى ساحة كازيلاي في قلب المدينة، استدعت تدخل قوات الشرطة التي استعملت القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريقهم. وقال الرئيس عبد الله غول، إن الديمقراطية لا تعني الفوز في الانتخابات، ومن الطبيعي جدا التعبير عن المواقف المغايرة عبر مظاهرات سلمية وأن رسائل الإرادة الحسنة تم فهمها جيدا". ولكنه دعا المواطنين الأتراك إلى الحكمة والتعقل، ويتعين على الجميع احترام قواعد التعبير عن أرائهم وبطريقة سلمية. ورغم رسالة التهدئة التي وجهها الرئيس عبد الله غول باتجاه المتظاهرين، إلا أن وزيره الأول طيب رجب اردوغان جدد التأكيد أن متطرفين يقفون وراء المتظاهرين ويقومون بتحريكهم ضد حكومته. وأحصت مصادر أمنية تركية، اعتقال 500 متظاهر منذ نهار الجمعة الماضي تاريخ اندلاع المواجهات في مدينة اسطنبول، قبل أن تنتقل عدواها إلى العاصمة أنقرة. وتحولت شعارات المتظاهرين من مجرد الاحتجاج على مشروع حضري بمدينة اسطنبول إلى مطالب سياسية، أكد فيها المتظاهرون طيلة الأربعة أيام الأخيرة، أنهم خرجوا للاحتجاج على القبضة الحديدية التي فرضها عليهم الوزير الأول التركي، طيب رجب اردوغان، الذي يواجه أعنف المظاهرات ضد حزبه منذ وصوله السلطة سنة 2002. وأكدت شعارات المتظاهرين الذين حركوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحكومة أصبحت تتدخل حتى في شؤونهم الخاصة. ورغم أن المتظاهرين أكدوا أنهم سيواصلون حركتهم الاحتجاجية، إلا أنّ الوزير الأول التركي تمسك بإتمام جولته إلى دول منطقة شمال إفريقيا التي بدأها بالرباط المغربية ثم الجزائر، قبل أن يختمها بمحطة العاصمة التونسية.