بلغت نسبة تزويد سكان ولاية قسنطينة بالمياه الصالحة للشرب التي تضمنها الشركة المختلطة الفرنكو- جزائرية ”سياكو”، حدود ال70 %، حسب إحصائيات قدمتها مصالح من داخل الشركة، حيث شهدت هذه النسبة تطورا ملحوظا في الأشهر الأخيرة بعد عملية التنظيم الجديدة التي عرفتها المؤسسة وإعادة هيكلة فرقها العاملة في الميدان في ظل الوسائل اللوجيستيكية الجديدة، التي تم تسخيرها لضمان خدمة عمومية نوعية للمواطن القسنطيني في مجال المياه. وحسب تأكيد السيد طارق بوغدة المكلف بالإعلام لدى الشركة المختلطة الناتجة عن دمج بين الجزائرية للمياه ومرسيليا للمياه، فإن المهمة الأساسية التي أخذتها على عاتقها سياكو، هي ضمان تسيير كفء وعلى أحسن وجه لشبكتي المياه الصالحة للشرب وكذا المياه المستعمَلة بعاصمة الشرق الجزائري، التي تضم أكثر من مليون نسمة، مضيفا أن المؤسسة تقوم بالعديد من المهام على غرار إصلاح أعطاب الشبكة والتسربات الناجمة عنها، تنقية شبكة صرف المياه من النفايات المترسبة وإعادة تأهيل الشبكة القديمة مع تجديد في حدود 2 % لهذه الشبكة سنويا. وتسعى المؤسسة، حسب المكلف بالإعلام لديها، لضمان تزويد مستمر بالمياه الصالحة للشرب لجل أحياء مدينة قسنطينة، خاصة بالنسبة لأحياء المنطقة العلوية، على غرار أحياء جبل الوحش، الزيادية، ساقية سيدي يوسف والأمير عبد القادر، من خلال دعم شبكة المياه الصالحة للشرب بالمنطقة الشمالية لقسنطينة بعد استقبال المشروع الذي يطلق عليه أسفل بني هارون، والذي يضم القماص، بخزان مائي بقدرة استيعاب تصل إلى 50 مترا مكعبا، وتزويد ناحية المطار الدولي محمد بوضياف بقناة اجتنابية ذات قطر 700 ميليمتر. للإشارة، فإن مؤسسة سياكو نشأت على أنقاض مؤسستي ”الجزائرية للمياه” و”الديوان الوطني للتطهير”، حيث أبرمت عقودا على مدى 5 سنوات منذ 2009 لتسيير شبكة المياه والتطهير عبر بلديات قسنطينة الاثنتي عشرة، تسيّر حوالي 1500 كلم من شبكة المياه الصالحة للشرب، وتضخ حوالي 19.5 مليون متر مكعب و931 كلم من شبكة التجميع عبر 12 بلدية، وتضم أكثر من 1800 عامل يسيّرون الشبكة التي تضم أكثر من 171 ألف زبون برقم أعمال فاق 363 مليون دج، وهي تسعى لكسب ثقة المواطن القسنطيني وكذا السلطات المحلية، من أجل تجديد عقد تسيير خلال 5 سنوات أخرى بعد 2014. وعن الاستثمارات التي وضعتها شركة ”سياكو”، أكد السيد ميشال المدير العام للمؤسسة، أن هناك برنامجا استثماريا كبيرا يسمح بتلبية الاحتياجات وطلبات سكان الولاية مستقبلا، حيث قُدر المبلغ الاستثماري للشركة ب 19 مليار دج، 3 ملايير منها تم استهلاكها في مشاريع أُنجزت، 7 ملايير هي مشاريع في طور الإنجاز بما فيها الإنجازات الجديدة، و9 ملايير ستبرمَج كمشاريع خلال الأشهر المقبلة. من جهته، أكد السيد لويك فوشون الرئيس المدير العام لمجمع مرسيليا للمياه خلال آخر زيارة له إلى قسنطينة خلال الأيام الفارطة، أن الدولة الجزائرية تبذل مجهودات كبيرة في سبيل توفير المياه للمواطنين والحفاظ على الأمن المائي، حيث أثنى رئيس المجلس العالمي للمياه، على العمل الكبير الذي قامت به السلطات العمومية خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي جعلت الجزائر تتبوّأ المراكز الأولى على الصعيد العالمي؛ سواء من حيث الأموال العمومية التي تُصرف على المشاريع الخاصة بالماء؛ إذ تحتل الجزائر المركز الرابع عالميا، أو من حيث نوعية المشاريع على غرار تحلية مياه البحر، وربط الولايات بالماء انطلاقا من مصادر على مسافات طويلة على غرار ولاية تمنراست، أو من حيث عدد السدود المنجَزة. واعتبر الخبير العالمي في مجال تسيير الماء، أن سياسة التوازن بين استهلاك المياه السطحية والباطنية التي تنتهجها الجزائر في انتظار تغيير ذهنية المواطن للحفاظ أكثر على الثروة المائية، ستضع الجزائر مستقبلا، لا محالة، في مراكز تُحسد عليها وتُبعدها عن شبح الأزمة المائية.