أكد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج، السيد بلقاسم ساحلي، أمس، بباريس، أن الندوة الوزارية حول الجاليات الوطنية المقيمة في الخارج التي تحتضنها العاصمة الفرنسية، تعد مناسبة للشروع في ”تفكير مشترك” بهدف ”تعزيز الروابط” بين المهاجرين وبلدانهم الأصلية. وإذ وصف هذه الندوة ب”الفرصة المناسبة”، أوضح السيد ساحلي خلال هذا اللقاء الذي ترأسته نظيرته الفرنسية ايلان كونواي-موريت، أن ”هذا اللقاء سيسمح بالشروع في تفكير مشترك” حول المحاور التي يجب اعتمادها من أجل ”تعزيز الروابط” بين المهاجرين وبلدانهم الأصلية، و”تجنيد الشتات” لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية”. ومن جهة أخرى، شرح السيد ساحلي في هذه الندوة التي دامت يوما واحدا، الأهمية التي توليها الجزائر للجالية الوطنية المقيمة في الخارج، وتمثيلها السياسي في بلدها الأصلي ومشاركتها في الحياة السياسية الوطنية في الجزائر. كما أكد السيد ساحلي، أن الدولة الجزائرية أدرجت مسألة جاليتها المغتربة ”كأولوية مطلقة”، مشيرا إلى أن عمل الحكومة يهدف ليس فقط إلى”حماية والدفاع عن مصالح مواطنيها في البلدان المستقبلة”، بل أيضا إلى العمل على توفير ”أحسن الظروف”، من أجل تحفيز مشاركة هذا الشتات في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوطن. وقال إن الجزائر من بين البلدان التي تعمل على إشراك جاليتها المغتربة في الحياة السياسية للبلد الأصلي،”من خلال تمثيلها في الهيئات التشريعية الوطنية، وتلك المكلفة بكل المسائل التي تخص هذه الجالية من قريب أو من بعيد”. وعليه، أكد السيد ساحلي أمام المشاركين في هذه الندوة الوزارية، أن هذه الجالية ممثلة على مستوى المجلس الشعبي الوطني ب8 نواب يمثلون الرعايا الجزائريين المقيمين في الخارج. وفيما يتعلق بمشاركة الجالية الوطنية في الحياة السياسية للبلد، أوضح السيد ساحلي أنه منذ 1995 يشارك المواطنون المقيمون في الخارج في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المنظمة في الجزائر، وأن المهاجرين الجزائريين المولودين في الجزائر، يمكنهم المشاركة في الانتخابات المحلية على القائمة الانتخابية بالبلدية التي ولدوا فيها. وفي إطار هذا اللقاء، أبرز كاتب الدولة الاهتمام الذي توليه الجزائر لانشاء مجلس استشاري خاص بالجالية، بتوفير الشروط الكفيلة بتجسيد هذا المشروع قريبا، من خلال ”الشروع في حملة واسعة للحوار والتشاور مع أعضاء جاليتها في الخارج”. وفي هذا الصدد، صرح كاتب الدولة أن ”الحكومة الجزائرية حريصة على أن يكون هذا المجلس الاستشاري بمثابة قوة اقتراح ومخاطب للسلطات العمومية، سواء فيما يخص شروط إقامة جاليتنا في البلدان المستقبلة أو تلك الخاصة بالحياة السياسية والاقتصادية لبلدنا”. وبخصوص عمل الجزائر على الصعيد الإقليمي، أشار السيد ساحلي إلى أن الجزائر وجهت دعوة خلال الملتقى الأخير حول الشتات المغاربي الذي نظم بالجزائر، إلى إنشاء مرصد يتكفل ب”تنسيق مواقف البلدان المغاربية حول مسائل الهجرة، من أجل تبني سياسات مشتركة للتنمية ووضع برامج لحماية الجاليات المقيمة في الخارج”. ومن جهة أخرى، يقود كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج، الوفد الجزائري الذي يشارك في المنتدى الوزاري حول الجاليات المقرر عقده اليوم الثلاثاء في جنيف، بدعوة من المدير العام للمنظمة العالمية للهجرة، ويندرج هذا الحدث في إطار الحوار الدولي حول الهجرة. ويرمي منتدى جنيف الذي تنظمه المنظمة الدولية للهجرة، إلى ”تقييم تجربة البلدان المشاركة وممارستها الجيدة، فيما يخص الجهود التي تبذلها الحكومات من أجل تحسين استراتيجيتها الموجهة للجاليات”، حسبما أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، السيد عمار بلاني في تصريح ل”واج” أمس . كما ستتبادل الوفود المشاركة، الخبرات والممارسات الجيدة فيما يخص توفير الظروف المواتية وتعبئة وتمكين الجاليات كطرف فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد الأصلي”. وسيتم خلال هذا المنتدى، بحث أربعة مواضيع رئيسية تتمثل في” العلاقات بين الجاليات و المجتمع” و”العلاقات بين الجاليات والدول و”العلاقة بين الهجرة والتنمية”، وكذا إمكانيات تعبئة الجاليات خلال الأزمة وبعدها”. وفي هذا السياق، سيبحث منتدى جنيف ”العلاقات بين الجاليات والبلد المستقبل والبلد الأصلي، ودور الجاليات في تقوية العلاقات بين مجتمعات بلدان الاستقبال والبلدان الأصلية”. كما سيعكف المنتدى على دراسة ” أهمية تعدد القوميات بالنسبة للبلدان الأصلية، وبلدان الاستقبال والممارسات الجيدة التي تشجع على تجنيد الجاليات”. وفيما يخص إشراك الجاليات في تنمية البلدان الأصلية، سيتم بحث الإمكانيات الواجب توفيرها لتجنيد هذه الجاليات وتثمين طاقاتها”. وبالموازاة مع مشاركته في المنتدى الوزاري، سيجري كاتب الدولة محادثات مع كاتب الدولة السويسري، ايف روسيي، حول العلاقات الجزائرية السويسرية ووضعية الجالية الوطنية المقيمة في سويسرا”. كما سيجري السيد ساحلي، زيارة إلى القنصلية العامة للجزائر بجنيف، حيث سيلتقي ممثلي الجالية الوطنية المقيمة في المقاطعة القنصلية لجنيف، حسبما أضاف الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية.