غادر الوزير الأول السيد عبد المالك سلال أمس دار السلام عقب زيارة عمل دامت يومين، مَثل خلالها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الاجتماع حول الحوار الشامل من أجل الشراكة الذكية، وأجرى على الهامش محادثات مع الرئيس التانزاني جاكايا مريشو كيكويتي والوزير الأول الماليزي نجيب محمد رزاق. وخلال لقائه مع الرئيس التانزاني أكد الطرفان "ثبات مواقفهما المشتركة حول كافة القضايا الإقليمية والإفريقية المتعلقة خاصة بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، ورهانات وتحديات التنمية والنمو في القارة". كما سمحت محادثات السيد سلال مع الوزير الأول الماليزي، بالتطرق لفرص الشراكة المتاحة في مجالات الطاقة والمناجم والصناعة الصيدلانية. وفي هذا الصدد أعرب المسؤول الماليزي عن استعداد بلاده "لبعث شراكة طموحة مع الجزائر"، كما اتفق الطرفان على "بعث مشاريع ملموسة وبراغماتية"، وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين للبلدين على الالتقاء في أقرب الآجال؛ بغرض استكشاف هذه الفرص. وشارك الوزير الأول في أشغال إحدى الدورتين المصغرتين المنعقدتين في إطار الاجتماع حول الحوار الشامل من أجل الشراكة الذكية، كما شارك في مائدة مستديرة قبل الافتتاح الرسمي لهذا اللقاء، الذي جمع رؤساء الدول والحكومات. وفي مداخلة له أكد السيد سلال على "الأهمية البالغة" للاستثمار في المعرفة والإبداع في إفريقيا؛ من أجل إخراج القارة نهائيا من الآفات والنزاعات والإرهاب. وركز السيد سلال على ضرورة "اعتماد الشباب الأفارقة على الوسائط الإعلامية والشبكات الاجتماعية، لإشباع تعطّشهم لاكتساب المعرفة والتحكم في التكنولوجيا وتبادل خبراتهم ومهارتهم"، وعلى ضرورة تركيز الجزائر بشكل أكبر، على نشاطات التعاون مع الدول المتقدمة في مجالات المعرفة والتكنولوجيا ودعم الإبداع. كما استعرض الوزير الأول جهود الجزائر في مجال التربية والتكوين وترقية العلوم والتكنولوجيا، متطرقا في ذات السياق لتطور الجامعة الجزائرية من حيث الكمية والنوعية؛ إذ تستقبل اليوم قرابة 5ر1 مليون طالب. للتذكير، كان الوزير الأول قد حل يوم الجمعة بدار السلام للمشاركة في أشغال الاجتماع، الذي تشارك فيه الجزائر لأول مرة. وتَرأّس حفل الافتتاح الرئيس التانزاني السيد جاكايا مريشو كيكويتي بحضور نحو 12 رئيس دولة وحكومة إفريقية وآسياوية ومن الكاريبي و400 مندوب. وتَميز الحفل بعرض مسرحية حول تاريخ تانزانيا وثقافتها وكذا تقاليد هذا البلد، الذي يطمح لأن يصبح مثالا في مجال الحوار والشراكة بين مختلف فاعلي التنمية في إفريقيا. وأكد الرئيس التانزاني في خطاب ألقاه بالمناسبة، على ضرورة تعزيز التضامن بين الدول الإفريقية؛ بغية تمكين الدول الأكثر فقرا من الاستفادة من التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم. وقال إن "عدة دول إفريقية تسجل تأخرا كبيرا في مجال التحكم في التكنولوجيات، وعلينا تغيير هذا الواقع من خلال وضع تصور جديد للنمو، يقوم على التكنولوجيا والابتكار"، مشيرا إلى أن التنمية المستديمة تشكل "رهانا رئيسا بالنسبة للقارة". ومن أهم المواضيع التي تمت مناقشتها خلال هذا اللقاء كيفية استفادة سكان الريف من الرفاه الاقتصادي واستعمال التكنولوجيا في التنمية الشاملة وتكييف التكنولوجيا مع الظروف المحلية للدول، وتحسيس صنّاع الرأي ونشطاء المجتمع المدني بأهمية التكنولوجيا في التنمية الشاملة.