غادر الوزير الاول، عبد المالك سلال، اليوم السبت دار السلام عقب زيارة عمل دامت يومين مثل خلالها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال الاجتماع حول الحوار الشامل من اجل الشراكة الذكية. وأجرى السيد سلال على هامش هذا الاجتماع محادثات مع الرئيس التانزاني جاكايا مريشو كيكويتي و الوزير الاول الماليزي نجيب محمد رزاق . وخلال لقائه مع الرئيس التانزاني اكد الطرفان "ثبات مواقفهما المشتركة حول كافة القضايا الاقليمية و الافريقية المتعلقة خاصة بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية و رهانات و تحديات التنمية و النمو في القارة". كما سمحت محادثات السيد سلال مع الوزير الاول الماليزي للطرفين بالتطرق الى فرص الشراكة المتاحة في مجالات الطاقة و المناجم و الصناعة الصيدلانية. و في هذا الصدد اعرب الوزير الاول الماليزي عن استعداد بلاده "لبعث شراكة طموحة مع الجزائر". كما اتفق المسؤولان على " بعث مشاريع ملمومسة وبراغماتية " و تشجيع المتعاملين الاقتصاديين للبلدين على الالتقاء في اقرب الآجال بغرض استكشاف هذه الفرص. و شارك الوزير الاول في اشغال احدى الدورتين المصغرتين المنعقدتين في اطار هذا الاجتماع حول الحوار الشامل من اجل الشراكة الذكية. و من جهة اخرى شارك السيد سلال امس الجمعة في مائدة مستديرة قبل الافتتاح الرسمي لهذا اللقاء الذي جمع رؤساء الدول و الحكومات. و في مداخلة له خلال هذه المائدة المستديرة اكد السيد سلال على "الأهمية البالغة" للاستثمار في المعرفة و الابداع في افريقيا من أجل اخراج القارة نهائيا من الآفات و النزاعات و الارهاب. و ركز السيد سلال على ضرورة "اعتماد الشباب الأفارقة على الوسائط الاعلامية و الشبكات الاجتماعية لاشباع تعطشهم لاكتساب المعرفة و التحكم في التكنولوجيا و تبادل خبراتهم و مهارتهم" وعلى ضرورة تركيز الجزائر بشكل أكبر على نشاطات التعاون مع الدول المتقدمة في مجالات المعرفة و التكنولوجيا و دعم الابداع. و للتذكير كان الوزير الاول قد حل امس الجمعة بدار السلام للمشاركة في أشغال الاجتماع حول الحوار الشامل من أجل الشراكة الذكية المنظم تحت شعار "ترقية التكنولوجيا كعامل للتحول الاجتماعي و الاقتصادي في افريقيا: وسيلة الشراكة الذكية في افريقيا". و جرت اولى الحوارات حول الشراكة الذكية سنة 1995 بماليزيا تحت اشراف الوزير الاول الاسبق لهذا البلد الواقع بجنوب شرق اسيا ماهاتير محمد. و انطلقت في البداية كأرضية لالتقاء رجال العلم و تبادل وجهات النظر حول المسائل العلمية و التكنولوجية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية. و يطمح المبادرون اليوم الى تحويل هذا المنتدى الى اداة للتغيير قادرة على توفير اطار للتعاون و الشراكة بين الدول النامية في افريقيا و اسيا و جزر الكاراييب.