شارك الوزير الاول عبد المالك سلال في حفل افتتاح الاجتماع حول الحوار الشامل من اجل شراكة ذكية الذي انطلقت اشغاله ظهيرة اليوم الجمعة بدار السلام (تانزانيا). و تراس حفل افتتاح هذا الاجتماع الذي يدوم ثلاثة ايام الرئيس التانزاني جاكايا مريشو كيكويتي بحضور نحو 12 رئيس دولة و حكومة افريقية و اسياوية و من الكاريبي. و تميز حفل افتتاح هذا الاجتماع الذي شارك فيه 400 مندوب بعرض مسرحية حول تاريخ تانزانيا و ثقافتها و تقاليدها هذا البلد الذي يطمح الى ان يصبح مثالا في مجال الحوار و الشراكة بين مختلف فاعلي التنمية في افريقيا. و يعقد الاجتماع دورته ال23 تحت شعار "ترقية التكنولوجيا كعامل للتحول الاجتماعي و الاقتصادي في افريقيا: وسيلة الشراكة الذكية في افريقيا". و اكد الرئيس التانزاني في خطاب القاه خلال حفل افتتاح هذا اللقاء على ضرورة تعزيز التضامن بين الدول الافريقية بغية تمكين الدول الاكثر فقرا من الاستفادة من التطور العلمي و التكنولوجي الذي يشهده العالم. و قال ان "عدة دول افريقية تسجل تاخرا كبيرا في مجال التحكم في التكنولوجيات و علينا تغيير هذا الواقع من خلال وضع تصور جديد للنمو يقوم على التكنولوجيا و الابتكار" مشيرا الى ان التنمية المستديمة تشكل "رهانا رئيسيا بالنسبة للقارة". الابداع و المعرفة كمحرك للسلم و النمو و كان هذا الاجتماع مسبوقا بثلاثة موائد مستديرة مصغرة جرت احداها بحضور سلال الذي اكد خلالها على "الأهمية البالغة" للاستثمار في المعرفة و الابداع في افريقيا من أجل اخراج القارة نهائيا من الآفات و النزاعات و الارهاب. و ركز سلال الذي يمثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في هذا الاجتماع على ضرورة "اعتماد الشباب الأفارقة على الدعائم الوسائطية و الشبكات الاجتماعية لاشباع تعطشهم لاكتساب المعرفة و التحكم في التكنولوجيا و تبادل خبراتهم و مهارتهم". و ستتواصل اشغال هذا الاجتماع الذي تشارك فيه الجزائر لاول مرة يومي السبت و الاحد على مستوى جلسات مصغرة. و من اهم المواضيع التي سيتم مناقشتها خلال هذا اللقاء كيفية استفادة سكان الريف من الرفاه الاقتصادي و استعمال التكنولوجيا في التنمية الشاملة و تكييف التكنولوجيا مع الظروف المحلية للدول و تحسيس صناع الراي ونشطاء المجتمع المدني باهمية التكنولوجيا في التنمية الشاملة. و جرت اولى الحوارات حول الشراكة الذكية سنة 1995 بماليزيا تحت اشراف الوزير الاول الاسبق لهذا البلد الواقع بجنوب شرق اسيا ماهاتير محمد. و انطلقت في البدء كارضية لالتقاء رجال العلم و تبادل وجهات النظر حول المسائل العلمية و التكنولوجية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية. و يطمح المبادرون اليوم الى تحويل هذا المنتدى الى اداة للتغيير قادرة على توفير اطار للتعاون و الشراكة بين الدول النامية في افريقيا و اسيا و جزر الكاريبي. كما سيشكل موضوع ترقية سلوك ايجابي يقوم على مبدا "تطوير الاخر" المحور الرئيسي لعمل هذا المنتدى العابر للقارات.