حب السيدة جهيدة شندوح للطبيعة دفعها إلى التفكير في الاستثمار فيها، وتحديدا في تربية النحل. ورغم أنها لم تكن تملك أي خبرة في هذا المجال قررت خوض التجربة وتعلّم كل ما له علاقة بالنحل، وشيئا فشيئا أنشأت مؤسسة مصغَّرة تنتج بعض أنواع العسل وتضع المراهم، التي أكدت فعاليتها بشهادة زبائنها. التقتها ”المساء” بمعرض العسل المقام بساحة حرية الصحافة وعادت لكم بهذه الدردشة... بدأت قصة مربية النحل جهيدة من السحاولة مع تربية النحل، نتيجة احتكاكها بالنباتات التي كانت تزرعها بحديقتها الصغيرة، حيث لاحظت إقبال النحل على هذه الأزهار، ومن هنا اهتدت إلى فكرة تربية النحل، فما كان منها إلا أن اقتنت خلية النحل، لتباشر أول تجربة لها في هذا المجال، غير أن افتقارها للخبرة المطلوبة جعلها تفشل في أول محاولة لها، لكن حبّها لعالم النحل دفعها إلى إعادة الكرة عدة مرات إلى أن حققت النجاح بإنشاء خلايا نحل بحديقة منزلها. وبعد أن اتسع نشاطها ولم تعد تجد النحلة بحديقتها مكانا خصبا لترعى فيه وخوفا من أن ترحل النحلات التي تعبت في جمعها في خليتها، فكرت في حل هذا المشكل بتأمين المزيد من النباتات بحديقتها وبعدم التركيز على إنتاج العسل وإنما الاستثمار في عسل النحل بصناعة مراهم؛ حيث قالت: ”اهتمامي بتربية النحل دفعني إلى الاطّلاع على كل الحقائق العلمية المؤكدة على أن العسل شفاء، بدءاً بالقرآن الكريم. وبحكم اهتمامي بعالم النبات كنت في كل مرة أزرع نبتةً أبحث عن فوائدها ومختلف استخداماتها، وبعدها فكرت في الذهاب أبعد من ذلك؛ حيث جرّبت مزج بعض الأعشاب العطرية؛ إذ أقصد المناطق الجبلية لإحضارها؛ على اعتبار أن النباتات المزروعة بالقرب من العاصمة غنية بالمواد الكيميائية، ومن النباتات التي أعتمدها أذكر الصنوبر والضرو وإكليل الجبل لإعداد بعض المراهم الموجَّهة للجانب العلاجي والجمالي مع العسل، وبعد أن نجحت التجربة من خلال النتائج الفعالة التي ظهرت على من جرّبها قررتُ أن أحصر نشاطي في استغلال العسل لإعداد هذه المراهم الطبيعية”. عدم حصر جهيدة نشاطها في المجال التجاري جعلها تنجح، خاصة بعدما سعت لملء فراغها بحرفة أحبتها وباشرت العديد من الدراسات في سبل التفقّه في عالم النبات والعسل؛ حيث قالت: ”حصلتُ مؤخرا على شهادة دولية في مجال فوائد الأعشاب واستخداماتها، كما تكونتُ كمربية نحل في طريقة التعامل مع النحلة، وكيفية رعيها والاستفادة مما تنتجه من العسل. واليوم أملك 13 نوعا من المراهم المجرَّبة، بعضها موجَّه لتبييض البشرة، وأخرى لمكافحة التجاعيد، وبعضها لتساقط الشعر، ومراهم خاصة لعلاج الروماتيزم، وحب الشباب، هذه الأخيرة أثبتت فعاليتها بشهادة من استخدمها”. تقوم اليوم جهيدة بإعداد مرهم خاص بالشقيقة، الذي لايزال قيد التجربة. وحسب المتحدثة فإنها لا تقوم بالترويج لمرهم ما حتى تتأكد من فعاليته، لتتمكن من كسب ثقة زبائنها الذين تعتبرهم رأس مالها الحقيقي. عند الشروع في خوض تجربة ما يحتاج كل فرد إلى دعم أسري أو مؤسساتي، غير أن السيدة جهيدة كانت عصامية؛ حيث قررت أن تعتمد على نفسها وأن تبحث في كل الأمور التي تجهلها في مجال تربية النحل، ومن ثمة كان لا بد لها أن تتعب في سبيل بلوغ هدفها. ورغم العديد من الصعوبات التي اعترضتها إلا أن ذلك لم يُحبط من عزيمتها، وها هي اليوم تفكر في توسيع مؤسستها، لتتمكن من تلبية الطلبات الكبيرة على ما تُعدّه من مراهم. في رصيد جهيدة خبرة تزيد عن 20 سنة في مجال التعامل مع تربية النحل، وهي تنصح النسوة بضرورة استثمار وقتهن بتطوير مواهبهن أو التكون في مجالات مختلفة، والتحول إلى نساء صاحبات مؤسسات ناجحات في المجتمع.