جدّدت الأمينة العامة لحزب العمال، السيدة لويزة حنون، دعوتها لضرورة تجنّد كافة الأحزاب السياسية والحركة الجمعوية وأطياف المجتمع المدني، للمشاركة الفعّالة في التعبئة الشعبية بما يرمي لحماية السيادة الوطنية من التداعيات والتهديدات الأجنبية المتربصة بوحدة وأمن البلاد. وأكدت السيدة حنون، في ندوة صحفية نشطتها أمس الاثنين بالمقر المركزي للحزب بالحراش (الجزائر العاصمة)، عقب اجتماع مكتبها السياسي في دورة عادية، أهمية إحداث تعبئة شعبية حاشدة تضم مختلف التشكيلات السياسية والجمعوية داخل المجتمع، لتكوين جبهة تصدّ داخلية تقف في وجه الأطماع والدسائس الخارجية التي تحاك ضد الجزائر. وأوضحت حنون في هذا الإطار، أن الجزائر أضحت محل أطماع الكثير من القوى الامبريالية الخارجية، التي تسعى لإدخالها في مستنقع ما يعرف بالربيع العربي، معتبرة أن الهدف الحقيقي من وراء هذا المخطط الهدّام لسيادة الدول ووحدة الشعوب، هو نهب الخيرات والثروات الباطنية التي تزخر بها هذه الدول ومحاولة إضعافها والسيطرة عليها. وحذرت المتحدثة من أي محاولات للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية، مذكرة أنّ الجزائر لا تقبل بأي تدخل مهما كان، في شؤونها الداخلية، ولا ترضى بإملاءات من الخارج. كما أكدت مسؤولة حزب العمال، أن الشؤون السياسية للبلد تسير بشكل عادي ولا وجود لأي مشاكل أو انسداد مثلما يزعم البعض، مضيفة أن رئيس الجمهورية لا يزال يتابع الشؤون العامة للبلد، رغم مزاولته لفترة النقاهة بعد الوعكة الصحية التي ألمت به مؤخرا. واستغربت استمرار بعض الأصوات من الداخل والخارج في محاولة تهويل المشهد السياسي العام بالجزائر، والمتاجرة بملف مرض الرئيس لضرب استقرار ووحدة الأمة. وبخصوص مشاركة المرأة في الحياة السياسية، قالت لويزة حنون إنه حان الوقت لتغيير الذهنيات السلبية والنظرة الاحتقارية اتجاه المرأة داخل المجتمع، داعية إلى تثمين دور المرأة ومساعدتها على فرض وجودها في مختلف المؤسسات السياسية والإدارية والهيئات الانتخابية وضمان المساواة بينها وبين الرجل في العمل السياسي، وذلك تحسبا لإنجاح المؤتمر الثامن للحزب المزمع عقده قبل نهاية السنة الجارية 2013 . كما نوّهت بالدور الكبير الذي لعبته المرأة في الثورة التحريرية المجيدة إلى جانب المجاهدين، ومساهمتها الفعّالة في إرساء قواعد الديمقراطية في الجزائر منذ التعددية الحزبية عام 1989. وفي الشق الاقتصادي، دعت المتحدثة إلى ضرورة إعادة تنظيم الأسواق وتسقيف أسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، للحد من الارتفاع الجنوني للأسعار الذي يتسبب فيه الكثير من التجار مع كل موسم صيام، مشددة على ضرورة إعادة فتح الأسواق والفضاءات التجارية العمومية والأروقة لامتصاص التجارة الفوضوية، وضمان مزيد من الوفرة في السلع بأرخص الأثمان. وعلى الصعيد الخارجي، أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، أن ما يجري من انفلات للأوضاع الأمنية والسياسية في بعض الدول العربية، على غرار مصر وتونس والاحتجاجات التي تبعتها، لأكبر دليل على رفض الشعوب العربية للتيارات الإسلامية المدعومة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها، داعية لوقف الاحتقان السياسي الحاصل بهذه الدول، الذي اعتبرته يخدم مصالح الدول الغربية التوسعية بالدرجة الأولى.