أصيب 11 شخصا بجروح خفيفة إثر الهزة الأرضية التي ضربت، فجر أمس، مقطع لزرق ببلدية حمام ملوان، ولاية البليدة، والتي بلغت شدتها 5.1 درجات على سلم ريشتر. وأكدت مصالح الحماية المدنية أن تسعة من هؤلاء الجرحى تعرضوا لإصابات بسبب الهلع والخوف ومحاولة الهروب. وقد شكلت ولاية البليدة خلية أزمة للتكفل بالمصابين والعائلات التي تعرضت منازلها لتشققات خفيفة، حسبما أكدته مصالح الولاية التي قالت إنه لم يتم تسجيل خسائر مادية كبيرة. وكان معظم هؤلاء الجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفى والتكفل بهم ضحايا حالة الخوف والهلع التي انتابت سكان منطقة مقطع لزرق بحمام ملوان التي كانت مركزا للهزة. وأضاف الملازم أول، عادل زغيمي، المكلف بالإعلام بالحماية المدنية لولاية البليدة، في اتصال مع ”المساء”، أمس، أن مصالحه تكفلت بإسعاف 29 شخصا ما بين جريح ومصدوم إلى غاية منتصف نهار أمس، عند تنصيب مستشفى متنقل بعين المكان، 17 منهم من حمام ملوان تم إسعاف 4 منهم مباشرة عند وقوع الهزة على الساعة الرابعة صباحا، بالإضافة إلى 7 نساء أصبن بصدمة حادة إثر الهزة، إلى جانب 6 آخرين أصيبوا بجروح مختلفة، وشخص أصيب بجروح أيضا بعد أن سقط من الطابق الثاني، حيث أصيب بجروح متعددة بأولاد يعيش، وآخر انهار عليه جدار عندما كان خارجا من المسجد بمنطقة بوينان مما استدعى نقله إلى مستشفى بوفاريك. وقد خلف الزلزال تشققات ببعض المنازل الهشة والقديمة التي يعود بناؤها لسنة 1957 والتي ”لم تعد قابلة للسكن” حسبما أكدته بلدية حمام ملوان. كما تسبب في انهيار الطريق رقم 61 الرابط بين حمام ملوان وبوقرة، غير أن هذا الطريق الذي تم غلقه بسبب انهياره وتساقط الحجارة أيضا أعيد فتحه صبيحة أمس لنقل المساعدات للسكان. وقد تنقل والي ولاية البليدة، السيد محمد أوشان، إلى عين المكان أمس، في زيارة تفقدية لمعاينة آثار الزلزال، وبعد اجتماعه مع مدراء القطاعات المعنية للولاية قام الوالي بتنصيب خلية أزمة لمتابعة الوضع ولجان عمل تضم فرق المراقبة التقنية للبنايات، السكن، وممثلين عن ديوان الترقية والتسيير العقاري للقيام بتحقيقات ميدانية ومعاينة حالة المنازل وتقديم تقارير للجهات المعنية لإحصاء المنازل المتضررة حالة بحالة، إلى جانب تعيين فرقة من شركة الكهرباء والغاز لإصلاح الأعطاب الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي الناجم عن الهزة. كما تقرر خلال هذا الاجتماع تنصيب مستشفى مرافقة بعين المكان للتكفل بكل الحالات في حال وقوع هزات ارتدادية، حسبما أكده السيد باجو محمد المكلف بالاتصال بولاية البليدة ل«المساء”. كما أضاف المتحدث أنه تقرر تقديم مساعدات في شكل 500 قفة رمضان لسكان المقطع لزرق. ومن جهته، تنقل العقيد مصطفى لهبيري المدير العام للحماية المدنية إلى عين المكان للاطمئنان على حالة السكان وقدم نصائح وإرشادات للمواطنين حول كيفية التصرف عند وقوع الزلزال وطرق الوقاية لتفادي الإصابات التي عادة ما تسببها حالات الهلع وليس الهزات بسبب محاولات الخروج والجري السريع، حيث قدم المدير العام للحماية المدنية نصائح بسيطة لكن من شأنها الوقاية وتفادي كوارث خطيرة، كما لقن السكان كيفيات مد يد العون للمصابين وكيفية تقديم الإسعافات الأولية في حال وقوع كوارث من هذا النوع. وقد عرفت المدة الأخيرة منذ حلول شهر ماي هزات أرضية متتالية بعدة ولايات من الوطن كبجاية، المدية، وهران، مستغانم، وعين الدفلى تراوحت قوتها ما بين 3 و5 درجات على سلم ريشتر. وتأتي هذه الهزات بعد مرور 10 سنوات عن الزلزال العنيف الذي ضرب بومرداس سنة 2003 والذي بلغت شدته 7.3 درجات، حيث خلف 3000 قتيل و10 آلاف جريح، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة ألحقها بالمباني التي تكفلت خزينة الدولة بتعويض أصحابها، مما أجبر السلطات على إلزام المواطنين بالتأمين على الكوارث الذي أصبح إجباريا منذ عشر سنوات بعد هذا الزلزال الذي صنف شمال الجزائر كمنطقة زلزالية، وأعيد النظر في طرق البناء بعد انهيار عدد كبير من المباني، وتم اعتماد مقاييس البناء المضاد للزلازل. بالإضافة إلى اتخاذ عدة تدابير وقائية وتحسيسية منها قيام وزارة التربية الوطنية ببرمجة دروس لفائدة تلاميذ الابتدائي لتعليمهم كيفية التعامل مع الزلازل وما يجب فعله عند وقوع الهزات الأرضية، كما قامت العديد من المؤسسات بالتنسيق مع الحماية المدنية بتنظيم دورات تكوينية في مجال الإنقاذ والإسعافات الأولية لفائدة عمالها بعد هذا الزلزال العنيف الذي لم يكن المواطنون قبل وقوعه متعودين على ذلك ولم يكونوا يملكون ثقافة وقائية.