كشفت مصالح الدرك الوطني عملية تقليد إحدى ماركات مادة التبغ "الشمة" كانت تصنع في ورشة سرية بالمنطقة الصناعية لولاية البليدة بني تامو، وحجزت كميات مغشوشة كانت ستغرق السوق في حال تسويقها، كانت تصنع في ورشة سرية، حيث حجزت36.61 قنطارا من المادة الأولية التي كانت تصنع بها، بالإضافة إلى بعض العلب والأغلفة وورق الماصة التي تستخدم في تغليفها، فيما تم توقيف المتورط في القضية الذي كشفت عملية تعريفه أنه مسبوق قضائيا. وأفادت كتيبة الدرك الوطني بالعفرون، أنها كشفت خيوط هذه الجريمة بناء على معلومات تلقتها، مفادها قيام شخص بالمتاجرة بمادة "الشمة" مغشوشة ومقلدة قد تلحق أمراضا خطيرة بصحة من يستهلكها، ليتم فتح تحقيق في القضية. وبعد الحصول على الإذن بتفتيش الورشة محل الشكوك من وكيل الجمهورية، تم اكتشاف المواد الأولية التي تستعمل في الإنتاج، والتي تبين أنها مغشوشة ولا تحترم المواصفات والتركيبات الواجب توفرها في مادة التبغ، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على صحة من يستهلكها، بسبب احتوائها على مواد غير استهلاكية، وهو ما تأكد بعد إخضاع عينة منها للتحليل بمخبر الدرك الوطني ببوشاوي بالعاصمة. وبعد توقيف المتورط في القضية البالغ من العمر 38 سنة، أكد أنه يمارس هذا النشاط غير القانوني منذ عامين، كما تبين أنه مسبوق قضائيا لارتكابه جريمة من نفس النوع من قبل، ولم يتوقف بعد معاقبته بل عاد للجريمة من جديد. وتعرف ظاهرة الغش في "الشمة" انتشارا واسعا بالرغم من تضيق الخناق على بارونات إنتاجها، وقد أثبتت التحاليل التي قامت بها مصالح الأمن على عينات تم حجزها في مرات عديدة، وجود مواد كميائية ضارة وفضلات الحيوانات في تركيبة الشمة وتسويقها باسم علامة معروفة كالشركة الوطنية للتبغ والكبريت وتهريبها للدول المجاورة عبر الحدود الشرقية بإدخالها إلى تونس، التي تلقى فيها "الشمة" الجزائرية الأصلية إقبالا. ويتسبب الغش في مادة التبغ في عواقب وخيمة ويضر بصحة المستهلك، حيث تؤدي هذه المواد السامة التي تستعمل في التركيبة إلى إصابة المستهلك بأمراض الرئتين والصدر والقلب، بالإضافة إلى إصابة اللثة بتشوهات مزمنة وخطيرة تتحول إلى سرطان مميت.