استلمت السلطات الجزائرية، يوم الأربعاء الماضي، رعيتين جزائريين، بعد ترحيلهما من طرف السلطات الأمريكية من معتقل غوانتانامو (كوبا). ويتعلق الأمر بكل من حاج أعراب نبيل، ومواتي سعيد أحمد صياب، حسبما أفاد به، أول أمس، بيان لمجلس قضاء الجزائر، الذي أشار إلى أن “المعنيين بالأمر أُخضعا للتحقيق الابتدائي من طرف مصالح الضبطية القضائية وتم وضعهما تحت التوقيف للنظر، في انتظار تقديمهما أمام السيد وكيل الجمهورية المختص”. وكانت اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها قد أكدت، أول أمس، أن السلطات الجزائرية أصدرت “رأيا بدون معارضة” بشأن الطلب الأمريكي الخاص بترحيل الرعيتين الجزائريين إلى الجزائر. وأضافت اللجنة أنه “استنادا للالتزامات القائمة مع الطرف الأمريكي منذ 2007 وعلى غرار الكيفية التي اعتمدت خلال التحويلات ال13 السابقة من هذا النوع، يتم التكفل بهاتين الرعيتين من قبل المصالح المتخصصة والسلطات القضائية المختصة تطبيقا للإجراءات القانونية المعمول بها في هذا المجال”. والرعيتان الجزائريان هما أول معتقلين يتم نقلهما من غوانتانامو منذ إعادة الكندي عمر خضر، في نهاية سبتمبر 2012، علما أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن شهر ماي الماضي عن عزمه استئناف عمليات نقل المعتقلين، حيث عمل على كسب تأييد الكونغرس الأمريكي في هذه الخطوة. من جهة أخرى، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان، أول أمس، أن “الولاياتالمتحدة ممتنة للحكومة الجزائرية لإرادتها الحسنة في دعم الجهود الجارية لإغلاق معتقل غوانتانامو”. مضيفة أن البلدين “نسقا” جهودهما للتحقق من أن نقل المعتقلين جرى وفقا “للإجراءات الإنسانية والأمنية المناسبة”. وكان رئيس الهيئة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، السيد فاروق قسنطيني، قد أكد في تصريح سابق براءة الجزائريين السبعة المعتقلين بسجن غوانتانامو الأمريكي من أي جرم، موضحا أن بقاءهم معتقلين هناك منذ سنوات دون محاكمة “أمر غريب وتعسفي”، وأن القوات الأمريكية قامت بنقل هؤلاء الجزائريين إلى سجن غوانتانامو، حيث قضوا سنوات دون محاكمة. وكانت وسائل إعلام أمريكية ذكرت فيما سبق أن هناك 71 معتقلا في سجن غوانتانامو، تعتزم الولاياتالمتحدة الإفراج عنهم مقابل كفالة. في الوقت الذي أشار فيه الرئيس أوباما إلى أن الولاياتالمتحدة تعتزم إغلاق المعتقل المثير للجدل والواقع ضمن الأراضي الكوبية. ونذكر أن مائة من بين 166 سجينا بالمعتقل كانوا قد أضربوا عن الطعام، مؤخرا، واضطرت سلطات السجن لتغذية ما لا يقل عن 45 منهم بصورة قسرية. للإشارة، كان الرئيس السابق جورج بوش قد أمر بإنشاء هذا السجن عقب وقوع هجمات الحادي عشر سبتمبر 2001، وبلغ عدد المعتقلين فيه حتى الآن 242 شخصا يحتمل تورطهم في عمليات إرهابية وفقا للرؤية الأمريكية.