تشهد مصلحة بطاقات التعريف الوطنية بالدائرة الإدارية للحراش، إقبالا كبيرا للمواطنين القادمين من مختلف البلديات، حيث يشكلون منذ الساعات الأولى طوابير طويلة تدوم لساعات، من أجل الظفر بأولى التذاكر، وهو الأمر الذي لم يهضمه أعوان المصلحة، خصوصا أن المواطنين يشكلون ضغطا كبيرا على السير الحسن لمصلحة استخراج بطاقات التعريف الوطنية. واستغرب الأعوان في حديثهم ل «المساء»، انتظار المواطنين، وبالتحديد الطلبة، اقتراب الدخول الاجتماعي ليقدموا في وقت واحد لاستخراج بطاقة التعريف التي من المفروض أن تستخرج على مدار السنة، حيث أوضح أحد موظفي المصلحة أن بعض الطلبة والمتخرجين وحتى الأولياء، يتوانون 11 شهرا كاملا ليحضروا في شهر أوت لاستخراج هذه الوثيقة، حتى يقدمها أبناؤهم قصد التسجيل للدخول الاجتماعي الجديد. وأضاف المصدر ل «المساء» التي زارت المصلحة، أن الضغط في إيداع ملفات بطاقة التعريف يؤدي إلى بروز عدة أخطاء في الوثائق المستخرجة، إلى جانب الأخطاء المرتكبة في مصلحة بطاقات التعريف أثناء الطباعة، ويستطرد محدثنا قائلا بأن هذا الإجراء خارج عن نطاق المصلحة، ويعود إلى السرعة في الإنجاز، خاصة أن المصلحة تستلم يوميا مع بداية الدخول الاجتماعي أكثر من 150 بطاقة. وتشكل عملية استخراج بطاقات الهوية ضغطا كبيرا على الموظفين، حيث أوضح بعض الأعوان في نفس السياق، أنهم يعملون بدون توقف لتسليم البطاقات في وقتها المحدد، وفي بعض الأحيان يضحون بوقت الراحة لتلبية رغبات كل المواطنين، خصوصا المقبلين منهم على الدخول الاجتماعي. ومن جهة أخرى، اشتكى بعض المواطنين الذين التقيناهم بالمصلحة أنهم ينتظرون كثيرا لإيداع ملفاتهم، وينتظرون مدة أطول لاستلام البطاقة، شأنهم في ذلك شأن مستخرجي جوازات السفر، رخص السياقة والبطاقة الرمادية. في المقابل، نفى بعض الأعوان الذين يعملون بمصلحة البطاقة الرمادية شكاوى المواطنين وادعاءاتهم بأن المصلحة تتأخر في تسليم البطاقة، خصوصا بعد اعتماد الأعوان على أن التقنية الجديدة المستعملة في تحديد مواعيد إيداع الملفات واسترجاع البطاقات الرمادية، هي نفسها التي استعملت في تنظيم عملية إيداع ملفات جواز السفر وملفات بطاقات التعريف البيوميتريين، عن طريق التأكيد على مواعيد منظمة لاسترجاع البطاقات الرمادية عبر رسائل نصية قصيرة ترسل إلى الهواتف النقالة. وأوضح أحد الأعوان أن هذه الرسائل بالنظر إلى جاهزية الملفات والبطاقات الرمادية على مستوى المكاتب المختصة، عوّض تشكيل طوابير طولية بشكل يومي دون جدوى، وفي بعض الأحيان، تحدث مناوشات كلامية بين المتوافدين من أصحاب البطاقات الرمادية والعمّال في المكاتب المختصة، لذا أصبح العمل بطريقة حديثة يخفف الضغط على العمال والمواطنين في آن واحد.