دعا الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، إلى التفكير في تدريس اللغة الصينية في المنظومة التربوية؛ نظرا لما تكتسيه من أهمية في الاقتصاد العالمي، الذي باتت تسيطر عليه الصين. كما ألحّ على ضرورة رفع نسبة الاستيعاب في الرياضيات ابتداء من الطور الابتدائي؛ قصد زيادة عدد الطلبة في تخصصات العلوم الدقيقة والرياضيات بالجامعات؛ كون الجزائر بحاجة إلى إطارات في هذه التخصصات للتخلي عن الاستعانة باستيراد الموارد البشرية؛ حيث أكد أن الدولة مستعدة لدعم كل المبادرات الرامية إلى النهوض بقطاع التربية، الذي يمثل الجهاز العصبي للمجتمع. واقترح السيد سلال على القائمين على قطاع التربية الوطنية، السعي للانفتاح أكثر على تدريس اللغات الأجنبية ذات البعد العالمي، كالإنجليزية، وإدخال مادة اللغة الصينية على الأقل بصفة تدريجية؛ باختيار بعض المدارس كنموذج في الولايات الكبرى؛ لأن المستقبل يحتّمها خاصة في المجال الاقتصادي، في الوقت الذي أصبحت الصين عملاقا في الاقتصاد، الأمر الذي يتطلب من المتدخلين في المجال الاقتصادي مستقبلا، التحكم في هذه اللغة. وذكر السيد سلال في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الندوة الوطنية الخاصة بتحضيرات الدخول المدرسي أمس بثانوية الرياضيات بالقبة بالجزائر، أن التحديات العالمية التي يعرفها العالم اليوم لا تتطلب منا تعليم اللغات الأوروبية كالإسبانية والإيطالية التي لا تُستعمل إلا في بلادها، بل تتطلب منا التفتح على اللغات العالمية. وفي سياق متصل، دعا الوزير الأول إلى إعطاء أهمية في التدريس لمادة الرياضيات، التي لايزال مستوى تلاميذنا فيها ضعيفا، والدليل على ذلك، حسبه، عزوف الناجحين في البكالوريا عن الإقبال على هذا التخصص في الجامعة، بحيث لا تتجاوز نسبة الدارسين فيه 15 أو 20 بالمائة، مؤكدا أن الجزائر اليوم بحاجة ماسة إلى هذا التخصص للانفتاح على التكنولوجيات الحديثة. وفي هذا السياق، جدّد السيد سلال عزم الدولة والتزامها بتقديم كل الإمكانات من حيث التأطير والهياكل البيداغوجية لقطاع التربية، والعمل على تحسين وضعية عماله حتى تحقق المدرسة نتائج إيجابية، مذكرا بجهود الدولة، التي مكّنت من إنجاز عدد كبير من المؤسسات التربوية عبر كل ولايات الوطن. ووجّه السيد سلال نداء إلى مدراء التربية والقائمين على القطاع ككل، لإعطاء أولوية للتعليم الابتدائي؛ من أجل تربية النشء تربية صحيحة؛ لأنها المرحلة الرئيسة التي يكتسب فيها الطفل قاعدة تلازمه مدى الحياة؛ وذلك بالسهر على تكوين جيل الغد، بترسيخ ثقافة نبذ التشاؤم والعنف، مشيرا إلى أنه حان الوقت لاسترجاع مكانة المدرسة بعد أن استرجعت الجزائر استقرارها مقارنة بالعشرية السوداء، التي "تم فيها تسييس المدرسة ولم تتمكن من لعب هذا الدور على أكمل وجه". وفي موضوع آخر، طالب السيد سلال وزيرَ التربية الوطنية بإقامة علاقات شراكة وتعاون مع المدارس الأجنبية في العالم، لتبادل الخبرات والمعارف من خلال إقامة توأمة مع هذه المدارس، من شأنها تحقيق نتائج إيجابية يستفيد منها الجيل الصاعد. وفي الأخير، طالب الوزير الأول مسؤولي قطاع التربية بإنجاح الدخول المدرسي المقبل؛ لأنه يُعد أهم حدث؛ لما له من صلة بكل العائلات الجزائرية، مذكرا بأن المنظومة التربوية لها ما يكفي من الأساتذة والمعلمين القادرين على النهوض بالقطاع لتكوين إطارات الغد. كما عبّر المسؤول عن تفاؤله بالدخول المدرسي المقبل، من خلال الاستجابة لطلب أولياء التلاميذ بتخفيف المحفظة المدرسية والعمل بالجدول الزمني.