تتجه أنظار التلاميذ وأوليائهم مع حلول كل موسم دراسي جديد بالعاصمة إلى واقع الهياكل التربوية من حيث وفرتها، تجهيزها وقربها من الأحياء السكنية، وكذا ظروف التأطير المتعلقة بأساتذة مختلف المواد التعليمية، ويكون هاجس العائلات المزمع ترحيلها هذا الخريف إلى سكنات لائقة أكبر من غيرها، كونها تخشى على مستقبل أبنائها الدراسي والوقوع في شراك الاكتظاظ. ومن خلال زيارة «المساء» إلى مختلف بلديات العاصمة واطلاعها على واقع الهياكل التربوية، يتبين أن ولاية الجزائر، رغم الجهود المبذولة من طرف الوصاية، لم تقض على العجز المسجل في المنشآت التربوية، لاسيما بالطور الثانوي، ونستشف من خلال ما صرح به المسؤولون المحليون وكذا المعنيون بالقطاع، أن الجهات الوصية ركزت بالخصوص على توفير هياكل الطورين الابتدائي والمتوسط، ليبقى تلاميذ الثانويات أكثر حاجة إلى هياكل كافية وقريبة من أحيائهم السكنية. ويبدو أن ولاية الجزائر استفادت من تجربة الموسم الدراسي السابق الذي تعقدت خلاله العملية التربوية، بسبب نقص الهياكل بالأحياء الجديدة، حيث لن يسمح هذه السنة بتسليم سكنات وتوزيعها دون توفير المؤسسات التربوية، وهو الإجراء الذي سيجنب ولاية الجزائر حدوث مشاكل في بداية الموسم. وإذا كان بعض الشركاء في قطاع التربية ينتقدون وضعية القطاع على أساس عدم وجود تقدم في عملية التحسين والتطور، فإن من المنتخبين من يعتزمون تقديم تقرير مفصل عن جملة النقائص ومدى تحول القطاع (سلبا أو إيجابا) في الأيام المقبلة.