حذر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك من محاولات اقتحام أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من قبل المجموعات اليهودية المتطرفة التي لا تفوت فرصة لتدنيس الأقصى وحرمان المصلين الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية في مساجدهم. وأدان الشيخ حسين قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين ليوم غد وبعد غد ومنع رفع الأذان منه خلال شهر أوت الماضي بحجة إزعاج المستوطنين المتواجدين في القسم المغتصب من المسجد. وأكد أن هذه الإجراءات العنصرية "تتزامن مع الحرب الانتقامية التي يشنها المستوطنون ضد المساجد الفلسطينية إلى جانب دعوة الجماعات المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم، مما يعني حرمان المسلمين من أداء شعائرهم الدينية في مساجدهم". وأشار المفتي العام إلى تواطؤ السلطات الرسمية الإسرائيلية وتغاضيها عن جرائم المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني ومساجده، وهو ما جعله يوجه نداء للمصلين الفلسطينيين لإعمار المساجد بالصلاة كأضعف الإيمان للدفاع عن حرماتها. ورفض الشيخ حسين المبررات التي تسوقها سلطات الاحتلال لهذه الممارسات الاستفزازية التي تخالف الشرائع والقوانين الدولية وتخالف المواثيق التي تحمي حرية الوصول إلى أماكن العبادة. بالتزامن مع ذلك، شنت إسرائيل في 48 ساعة الماضية حملة اعتقالات شملت شخصيات فلسطينية إلى جانب مواطنين في القدسالمحتلة والضفة الغربية. وغداة اعتقالها لسامي حسين علي، مدير دائرة المتابعة في نادي الأسير الفلسطيني، بحاجز "جبع" العسكري قرب رام الله بالضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال أمس الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الفلسطينية الإسلامية أثناء توجهه إلى مدنية القدسالمحتلة. وقال محمود أبو العطا، المتحدث باسم الحركة الإسلامية، أن اعتقال صلاح جاء أثناء توجهه إلى مدينة القدس للمشاركة في مؤتمر صحفي كان من المقرر أن تعقده القوى الوطنية والإسلامية في المدينة للدعوة إلى التصدي لتكرار اقتحام جماعات المستوطنات اليهودية للمسجد الأقصى وباحاته. وتعرض الشيخ رائد صلاح في عدة مرات للاعتقال على أيدي عناصر الشرطة الإسرائيلية كان آخرها شهر جويلية من العام 2011 حيث بقي رهن الحبس لمدة خمسة أشهر قبل أن يطلق سراحه. من جانبه، استنكر نادي الأسير اعتقال سامي حسين، مدير دائرة المتابعة في النادي، بعد أن كان أمضى اعتقالا إداريا استمر لأكثر من عام في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي قبل اعتقاله مجددا. ويعتبر نادي الأسير من بين المنظمات الفلسطينية التي تهتم بأحوال الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وفي آخر تقرير له كشف عن ارتفاع رهيب للأطفال الفلسطينيين المعتقلين بمحافظة قلقيلية بالضفة الغربية والذي بلغ 30 طفلا خلال شهر أوت الماضي بعدما تم اعتقال سبعة أطفال مؤخرا. ورصد نادي الأسير في المحافظة انتهاكات مورست بحقهم تمثلت في اعتقال الأطفال أثناء الليل وتكبيلهم وإجراء تفتيشات قمعية بحق عائلاتهم، وأكد أن هؤلاء الأطفال لا زالوا رهن التوقيف. وطالب الجهات المعنية وذات الاختصاص بحقوق الإنسان والطفولة بضرورة "التحرك العاجل" من أجل الإفراج عن الأسرى الأطفال الذين يعتقلون دون أي تهمه بهدف حرمانهم من التعليم وسرقة طفولتهم. ومن اعتقال الأطفال إلى اعتقال سبعة شبان فلسطينيين إثر حملة مداهمة نفذتها قوات الاحتلال بمدينتي جنين والخليل بالضفة الغربية وسط إطلاق نار كثيف. في نفس الوقت الذي سلمت فيه سلطات الاحتلال إخطارا بإغلاق طريق زراعي في قرية وادي فوكين غرب مدينة بيت لحم لتوسعة ثلاث مستوطنات إسرائيلية.