في الذكرى 46 لاحتلال اسرائيل للقدس لازالت المدينة المقدسة والمسجد الأقصى يتعرضان الى حملة تهويد وتدنيس منظمة لم يسبق لها مثيل منذ احتلاله عام 1967 في ظل صمت عربي و اسلامي و دولي كبير. واحياء لذكرى احتلال القدس ال46 الذي يطلق عليه الاسرائيليون اسم "يوم القدس" اقدم قرابة 180 مستوطنا يهوديا على اقتاحام المسجد الاقصى من باب المغاربة بحماية الشرطة وأدوا صلاتهم التلمودية وشعائرهم في باحاته. و في هذه الاثناء تفيد آخر الانباء نقلا عن مصادر فلسطينية أن سلطات الاحتلال الاسرائيلية صادقت اليوم الخميس على بناء 296 وحدة سكنية استيطانية جديدة فى مستوطنة (بيت ايل) شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية . وقالت المصادر أن سلطات لاحتلال ترمي من خلال ذلك الى توسيع خططها لاقامة احياء استيطانية جديدة ضاربة عرض الحائط كل القرارات الأممية و هو ما يشكل عائقا جديدا أمام الجهود الدولية والامريكية لتحريك عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية خاصة وأن الرئيس الفلسطينى محمود عباس اشترط وقف الاستيطان كمبدأ اساسى للتفاوض مع الجانب الاسرائيلى. و يلاحظ المتتبعون لاوضاع الشرق الأوسط و لتطورات القضية الفلسطينية على وجه الخصوص انه في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة الاسرائيلية على توسيع مستوطنات من جهة تقوم من جهة اخرى بمنع السكان الأصليين لمدينة القدس من الدخول لمسجد الأقصى في حين تسمح لمستوطنين اتسباحة مقدسات المسلمين بإقتحامهم ساحات المسجد الأقصى وإقامة صلوات هناك بل و توفر لهم الحماية الكاملة . الفلسطينيون يتصدون لمحاولات اقتحام القدس و تدنيسه واعلن المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبوالعطا ان اشتباكات شديدة دارت يوم امس الاربعاء بعد ان استباح المستوطنون اليهود باحات الأقصى عند باب حطة من الجهة الشمالية للمسجد الأقصى بين شرطة الاحتلال ومقدسيين منعوا من دخول الأقصى مما أدى لإصابة ثلاثة منهم واعتقال اثنين آخرين. و اضاف أبو العطا أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على المصلين كما منعت جميع المصلين من الدخول إلى الأقصى من جهة باب الناظر. وافاد بوجود مسيرات للمستوطنين عند باب حطة يحاولون التجول عند أبواب الأقصى من الخارج مشيرا إلى أن هناك انتشار واسع ومكثف لشرطة الاحتلال في البلدة القديمة. -السلطات الفلسطينية تندد و تصف قرار اسرائيل ب"تدمير ماتبقى من عملية السلام" - و في اول رد فعل له عن اعلان السلطات الاسرائيلية عن بناء مستوطنة جديدة اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم أن خطط الإستيطان الإسرائيلية الجديدة بالضفة الغربية "إعلان مقصود بإصرار الحكومة الإسرائيلية على تدمير كل ما تبقى من عملية السلام وبشكل كلي ونهائي". وقال عريقات في تصريحات صحفية أن الإعلان عن الخطط الاستيطانية الجديدة "رسالة سلبية أخرى وضربة لجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأطراف الدولية من أجل استئناف عملية سلام ذات مغزى" مشيرا الى إن هذه الخطط "تشكل تحديا سافرا للمجتمع الدولي بأسره واستخفافا بمشاعر الشعب الفلسطيني والأمة العربية" وتكذب ما أعلنته تقارير إسرائيلية بشأن قرار تجميد الاستيطان الذي اعتبر أنه "يقوض مساعي السلام وحل الدولتين". من جهتها أدانت الرئاسة الفلسطينية اليوم موافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة (بيت إيل) بحيث اعتبر نبيل أبو ردينة في قرار الحكومة الإسرائيلية بأنه " تخريب لعملية السلام وجهود الإدارة الأميركية خاصة جهود الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري الذي يتحرك بشكل مكثف بالمنطقة". وأوضح أن الرئاسة الفلسطينية تقرأ هذا القرار بأنه " رسالة للإدارة الأميركية وضرب لعملية السلام ضمن مخطط كان أبرز معالمه اقتحام المستوطنين أمس الأربعاء للمسجد الأقصى المبارك". -ردود الفعل العربية : الاردن يدعو الى اجتماع عاجل لمجلس الجامعة - و جاء موقف الأردن يوم الخميس الداعي الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المسجد الاقصى ومدينة القدسالمحتلة من بين ردود الفعل الأولى حول ما حصل يوم أمس في القدس الشريف في الذكرى 46 لاحتلاله من تدنيس و محاولة التهدويد . وطلب الأردن في مذكرة رفعها اليوم للامين العام للجامعة الدعوة الى اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للتداول في الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة التي طالت الحرم القدسي الشريف وباحات المسجد الاقصى أمس الأربعاء. ووصف الاردن هذه الاعتداءات بانها "انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي والقانون الانساني الدولي واخلال صارخ بواجبات إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال العسكري للقدس الشرقية". و يذكر ان البرلمان الاردني كان قد طالب أمس بطرد السفير الاسرائيلي من الأردن مع استدعاء السفير الأردني من تل أبيب و هذا مالقي ترحيبا واسعا في أوساط التنظيمات الفلسطينية حيث رحبت لجان المقاومة في فلسطين اليوم الخميس بهذا مطالبة بقطع العلاقات بشكل كامل ونهائي مع الاحتلال وجاءت ردود الفعل الدولية الاخرى تجاه التعسفات الاسرائيلية الجارية بالقدس "محتشمة" واقتصرت على موقف الولاياتالمتحدة التي عبرت عن قلقها من التوتر حول الحرم القدسي وتوقيف مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين داعية إلى ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل امس "نحن قلقون بشأن التوترات الأخيرة حول الحرم القدسي الشريف بما في ذلك اعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية". وأضاف "علمنا بأنه أطلق سراحه ولكننا نحث كل الأطراف على احترام قدسية هذا المكان والتحلي بضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية". -اعتقال مفتي القدس و الديار الفلسطينية يثير موجة من التنديدات- وكانت سلطات الاحتلال اقدمت في خطوة وصفت بالخطيرة على إعتقال المفتي العام لمسجد القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بعد مداهمة منزله في مدينة القدسالمحتلة لعدة ساعات قبل الافراج مما اثار ردود فعل واستنكارات رسمية وشعبية محلية ودولية واسعة . و لم تستثني هذه الحملات العدوانية مدينة القدس و البلدات المجاورة حيث شملت مدنية الخليل حيث اقتحم عشرات المستوطنون برفقة جيش الاحتلال وحاخاماته شارع عين سارة وسط مدينة الخليل. وقال شهود عيان ان عشرات المستوطنين اقتحموا عين سارة بشكل استفزازي وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال مدعين بأن قدومهم "سياحي وديني". ووقعت وفق نفس المصدر صدامات وقعت في المنطقة بين جنود الاحتلال وعشرات الشبان الذين تصدوا للمستوطنين وأجبروهم على الخروج من المنطقة.