حمّل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد العزيز زياري، أمس، السلوكات البيروقراطية، مسؤولية تأخر تزويد عدد من المؤسسات الاستشفائية بالمعدات والأجهزة الطبية المتطورة خاصة المتعلقة بأجهزة علاج السرطان التي يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة وتجد صعوبة في تحويلها إلى الجزائر، معترفا بأنه شخصيا كوزير يعاني من البيروقراطية، وأرجع الوزير تأخر تجهيز بعض الولايات بهذه المعدات إلى التأخر في بناء مراكز معالجة السرطان، معتبرا خلال وقوفه بمصلحة أمراض السرطان بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، أن قسنطينة ستشهد قريبا انخفاضا في الضغط على مصالح معالجة السرطان بعد دخول مراكز كل من عنابة، باتنة وسطيف حيز الخدمة. ودشن الوزير بهذه المصلحة جهاز مسرع الجسيمات المستعمل في الطب النووي الإشعاعي لعلاج مرضى السرطان ثنائي الأبعاد في انتظار دخول مسرعين آخرين بثلاثة أبعاد حيز الخدمة خلال الثلاثي الأول من سنة 2014، بعدما تعطل الأمر بسبب قضية التخلص من مادة الكوبالت المشعة الموجودة في المسرعين القديمين والتي يتطلب نقلها وجود مختصين، حيث تم الاتفاق مع متعامل كندي للقيام بذلك في أقرب وقت في انتظار استكمال الإجراءات الإدارية المطلوبة. وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بأن قسنطينة وبسبب الضغط الذي تعرفه، بحاجة إلى مستشفى جامعي ثان، سيتم تشييده بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث أضاف الوزير أن أعلى السلطات بالدولة تقوم بمتابعة هذا المشروع الذي سيدخل حيز الدراسة والإنجاز قريبا بعد التأخر الذي عرفه. وانتقد الوزير الخارطة الصحية بقسنطينة، حيث أعاب خلال تدشينه مصلحة جراحة الأطفال بسطح المنصورة، التوزيع الجغرافي للمؤسسات الاستشفائية وعدم مراعاة التخصصات في أماكن بنائها، حيث تساءل عن قضية بعد المسافة بين المؤسسة الاستشفائية لطب الأطفال بسطح المنصورة والعيادة الاستشفائية المختصة في أمراض النساء والتوليد والمقدرة بحوالي 2 كلم، رغم أنهما تابعتان لإدارة واحدة. كما دشن الوزير الذي كان برفقة أساتذة ومختصين في طب السرطان، جهاز كاميرا أوميغا ذات دقة عالية في التشخيص الإشعاعي، مزودة بجهاز أشعة إكس، واستمع لشروحات حول استعمال هذا الجهاز المتطور الذي يتطلب كفاءات عالية لتسييره. وتفقد الوزير خلال زيارته لقسنطينة مستشفى الشهيد حفيظ بوجمعة المعروف باسم مستشفى البير، حيث استمع لشروحات حول المشاريع المستقبلية في قطاعه بعاصمة الشرق الجزائري، كما زار الوزير المؤسسة الاستشفائية لأمراض القلب بحي الرياض ووعد بالاستجابة لمطلب الأطباء بتخصيص مصلحة للأمراض المعدية، وشملت زيارة الدكتور زياري المؤسسة الاستشفائية ببلدية ديدوش مراد التي تحولت من الخدمة العسكرية إلى الخدمة المدنية منذ حوالي 3 سنوات والتي تعرف أشغال ترميم كبرى قبل فتحها كليا لاستقبال المرضى. وزار وزير الصحة في الفترة المسائية العيادة متعددة الخدمات بالوحدة الجوارية رقم 9، المستشفى العسكري، كما وضع حجر الأساس لمشروع المركز الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية ودشن مركز نقل الدم قبل أن يختتم زيارته بالإشراف على اختتام فعاليات الأيام الدراسية حول أمراض السرطان.