لم يعد المنتخب الوطني يجلب إلى ملعب مصطفى تشاكر جمهورا كبيرا مثلما كانت الحال في المرحلة التصفوية التي سبقت التأهل إلى مونديال 2010 وكأس أمم إفريقيا 2012. الحيوية قلّت حوله بشكل كبير، وغابت حتى الأغاني الرياضية التي كانت تمجّد مسيرته المظفّرة. وكانت المفاجأة لما حضر الأنصار بأعداد قليلة اللقاء الودي الأخير ضد غينيا، في حين أن تذاكر مباراة اليوم ضد مالي بيعت منها عشرة بالمائة فقط؛ فهل أنصار ”الخضر” فقدوا الثقة في لاعبي منتخبهم أم أن هذا النفور هو تصرف عابر، راجع إلى غياب المنافسة الرسمية، التي لم يخضها الفريق الوطني الجزائري منذ المبارتين اللتين فاز بهما خارج قواعده ضد البنين ورواندا؟ ومما لا شك فيه أن الحيرة تنتاب، بالدرجة الأولى، الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش قبل موعد اللقاء ضد مالي، المقرر إجراؤه اليوم، حيث ناشد في عدة مرات مشجعي الخضر أن يحضروا بقوة إلى ملعب مصطفى تشاكر؛ لإدراكه الوزن الكبير الذي يمثله الجمهور لمنتخبه، لا سيما في هذا الظرف بالذات رغم أن مواجهة منتخب مالي لا تُعد مصيرية لكنها تحمل في طياتها أهمية كبيرة بالنسبة للاعبينا الدوليين، الذين ينتظرهم موعد هام في أقل من شهرين، والمتمثل في مباريات السد، ويُسعدهم أن يشعروا أكثر من أي وقت مضى، بدفء الأنصار ومساندتهم القوية مثلما لمسوا ذلك في مباراة أم درمان التاريخية، التي رسمت من جديد العلاقة القائمة بين الفريق الوطني وجمهوره العريض، الذي لا تمنعه المشقات والتضحيات من الدفاع عن الألوان الوطنية.