أقيم الصرح الثقافي "لخضر رباح" في قلب حي بلوزداد الشعبي في الساحة التي اندلعت منها أحداث 11 ديسمبر الخالدة، ليشهد على تاريخ صنعه رجال دفعوا النفس والنفيس ضريبة الحرية، وها هو المركز اليوم يشارك في تنشيط الحياة الثقافية في أوساط أبناء "بلكور" وما جاورها. أنشئ المركز سنة 2005 بغرض تخليد مظاهرات 11 ديسمبر الشهيرة، والتعريف بأبطال الثورة الذين رفعوا سلاحهم في وجه الاستعمار، إلا أن المركز يشكو من نقص كبير في المادة التاريخية فهو يفتقد حتى لبورتريهات الشهداء بل لا يتوفر على اللوحات والصورالمخلدة لتلك الأحداث ماعدا لوحة وحيدة لمجموعة ال 22 وصورة للشهيد لخضر رباح ولبعض الشهداء، أما في ساحة المعلم فقد أقيم نصب تذكاري وجدارية مخلدة لأحداث 11 ديسمبر 1960. وأشار السيد عبد الغني جنوحات مدير المركز في تصريح "للمساء" إلى أنه ينتظر الحصول على صور ووثائق تاريخية عن الشهداء الذين أنجبهم حي بلوزداد وغير المعروفين من طرف شباب اليوم. من حهة أخرى، أكد المتحدث أنه اكتشف من خلال لقاءاته مع أرامل الشهداء ممن يترددن على المركز أن أغلبيتهن لا تملكن أية وثائق أو صور لأزواجهن باعتبارهن كن يجهلن عمل هؤلاء إلى حين استشهادهم فالزوج لم يكن يبوح حتى لزوجته أو أمه أنه يعمل ضمن صفوف الثورة، أما رفقاء هؤلاء الشهداء الذين شهدوا الاستقلال فإن بعضهم توفي وبعضهم الآخر خانته الذاكرة. ويتوفر مركز "لخضر رباح" على قاعة للمحاضرات تتسع لمائة مقعد، وقاعة لدروس محو الأمية وقاعة للمطالعة، رأخرى للرسم، ومكتبة بها عشرات العناوين في تاريخ الثورة، علم الاجتماع، الفقه وغيرها. يتردد على المركز عشرات الأمهات اللواتي تتراوح أعمارهن بين ال 50 و70 سنة وكلهن يقصدن قاعة محو الأمية، كما يتردد على المكتبة تلاميذ الطورين الابتدائي والمتوسط قصد المراجعة وتلقي الدروس الاستدراكية إضافة إلى المطالعة وأبواب المركز تبقى مفتوحة أمام التلاميذ والطلبة الجامعيين إلى غاية السابعة مساء. ووصل عدد المنخرطين منذ سبتمبر 2007 إلى أزيد من 500 منخرط، الذين عبر الكثيرون منهم عن استفادتهم من هذا الانخراط الذي فتح لهم آفاقا لمعارف جديدة. من الآفاق المسطرة التي توقف عندها السيد جنوحات هو إجراؤه لدورات تكوينية في مجال الإعلام الآلي، ودورة في علم المكتبات واستقطاب المزيد من الكتب تخص مستوى التحضيري والابتدائي والثانوي. في الأخير أعرب مدير المركز عن أمله في أن يكون هذاالمركز قبلة للشباب كي لايقع في مخالب الانحراف والآفات التي تنهش جسد مجتمعنا الذي هو في حاجة إلى أبنائه ممن لا يزالون في ربيع العمر.