تؤكد الاستقبالات التي خص بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كبار المسؤولين في الدولة في الأيام الأخيرة وأمس عند استقباله للسيد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، متابعته للشؤون الهامة في البلاد، سواء تعلق الأمر بالأوضاع الداخلية أو القضايا الدولية التي تهم الجزائر. وتزامنت هذه الاستقبالات مع الدخول الاجتماعي، الذي عادة ما يتميز بحركية اجتماعية وسياسية ملحوظة، دحضت ما تم ترويجه وما كان يشاع هنا وهناك، بوجود ركود سياسي وشلل في أعلى مؤسسات الدولة بعد مرض الرئيس، وبيّنت اطّلاع الرئيس على كل الملفات السياسية، الدبلوماسية والأمنية. وبيّنت هذه الاستقبالات مدى حرص القاضي الأول في البلاد على متابعته لكل كبيرة وصغيرة، حيث ترجم استقباله للوزير الأول السيد عبد المالك سلال أول أمس، درايته بكل الجهود المبذولة في الميدان. وكان هذا الاستقبال فرصة لمواصلة المشاورات التي كان قد باشرها الطرفان يوم الخميس الماضي؛ حيث استعلم رئيس الدولة على وجه الخصوص لدى السيد سلال، عن ظروف سير الدخول الاجتماعي والدخول المدرسي والنشاطات الحكومية الأخرى. وكان هذان اللقاءان بمثابة الدليل الواضح الذي فنّد الإشاعات التي روّجتها بعض الأطراف بخصوص وجود ركود في مؤسسات الدولة بعد غياب الرئيس، حيث أكدت مرة أخرى أن الرئيس يتابع عن قرب كل النشاطات الرسمية التي تهم الدولة والشعب، وهو على اطّلاع بالشؤون المحلية بعد تفحّص نتائج الزيارات الميدانية التي يقوم بها الوزير الأول للولايات والوضع العام في البلاد، وانشغالات المواطن التي ينقلها المجتمع المدني في اجتماعاته مع الوزير الأول على هامش هذه الزيارات الميدانية. كما يقوم الرئيس باستمرار بتوجيه تعليمات للوزير الأول، للسهر على مصالح الوطن والمواطن على حد سواء. كما كان هذا الاستقبال مناسبة لمطالبته بتجنيد كل الإمكانات الضرورية لإنجاح الدخول الاجتماعي والدخول المدرسي، بعد أن قدّم له السيد سلال عرضا مفصلا عن هذين الموعدين المهمين. ويتابع رئيس الجمهورية عن كثب وبعناية بالغة، الأحداث الدولية وآخر التطورات التي تعرفها، خاصة ما تعلق بالوضع في مصر وسوريا. وفي هذا الشأن، استقبل الرئيس السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية يوم الأحد الماضي؛ حيث تبادلا أطراف الحديث حول القضايا الدولية ونشاطات الدبلوماسية الجزائرية. وعلى الصعيد الدبلوماسي، لم يتوان رئيس الجمهورية في توجيه التهاني للعديد من الدول بمناسبة الاحتفالات بأعيادها الوطنية؛ حفاظا على علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها بالجزائر، وفقا للعادات والتقاليد والبروتوكولات المعهودة. وحرصا منه على العلاقات الإنسانية والتعاون والوقوف إلى جانب البلدان الصديقة والشقيقة والجارة، قرر رئيس الجمهورية أول أمس منح مساعدات إنسانية لدولتي النيجر ومالي عقب الفيضانات التي شهدتاها، والتي خلّفت خسائر مادية وبشرية معتبرة، لتبرهن هذه الإعانات مرة أخرى عن تضامن الجزائر مع جيرانها في إطار تعزيز أواصر الصداقة والتعاون وحسن الجوار. ونظرا لاهتمامه المتواصل الذي لم ولن ينقطع بأمن البلاد واستقرارها، كانت لرئيس الجمهورية محادثات مع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، الذي قدّم له عرضا شاملا عن الوضع الأمني في الجزائر ونشاطات القوات المسلحة خاصة على الحدود الجنوبية والشرقية للبلد، علما أن رئيس الجمهورية الذي يتابع باهتمام كبير الوضع الأمني في البلاد وقضايا تأمين الحدود، يستقبل باستمرار رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي؛ إذ تُعد هذه الزيارة الثانية من نوعها في أقل من أسبوع بعد تلك التي جمعت الطرفين يوم الثلاثاء الماضي، والتي أعطى خلالها رئيس الجمهورية توجيهات للفريق قايد صالح من أجل تعزيز الجهود والإمكانات لتأمين حدود البلد وتكثيف التعاون مع دول الجوار، لتأمين كل منطقة الساحل من خلال تبادل المعلومات ومساندة كل بلد في الإجراءات التي يتخذها لحماية حدوده. وقد اطّلع رئيس الجمهورية خلال هذا اللقاء، على كل الترتيبات الأمنية المختلفة لضمان أمن الحدود ومواجهة التهديدات التي تعرفها المنطقة.