الموسيقى الأندلسية لم تعد مجرد تراث ثقافي تم توارثه جيلا عن جيل، بل أصبحت رافدا من روافد الهوية والشخصية الوطنية والمغاربية، ولهذا تحتضن مدينة القليعة بولاية تيبازة، المهرجان الثقافي المغاربي الخامس للموسيقى الأندلسية، حيث عقد محافظ المهرجان، السيد بلبلدية ندوة صحفية بفندق الهيلتون، استعرض فيها برنامج المهرجان والدول المغاربية المشاركة. أكد محافظ مهرجان الموسيقى الأندلسية، أن سبب اختيار مدينة القليعة للمهرجان، يعود إلى عراقة هذه المدينة من جهة كحاضنة للأسر الأندلسية التي فرت من بطش محاكم التفتيش بعد سقوط غرناطة، ومن جهة أخرى الاستراتيجية التي تنتهجها وزارة الثقافة التي عملت على أن تنظم في كل ولاية من ولايات الوطن مهرجانا ثقافيا، وكان من حظ ولاية تيبازة، أن تحتضن مهرجان الموسيقى الأندلسية كل سنة، وهذه النسخة الخامسة لهذا المهرجان الثقافي الموسيقي. المهرجان الذي ينطلق من 24 إلى 30 أكتوبر الجاري، يقول المتحدث، إنه يتميز بتكريمين، الأول للحاج محمد البصرى، الذي يعتبر من أعمدة الأغنية الجزائرية والذي كان خليفة للمطرب الكبير دحمان بن عشور، أما التكريم الثاني، فقد تم تخصيصه لعميدة الطرب التي استطاعت بصوتها وأدائها أن تكون مدرسة أندلسية جزائرية في حد ذاتها. كما سطر للمهرجان ثلاث محاضرات ينشطها مختصون في الفن الأندلسي، إلا أن اثنين منهما اعتذرا، الأستاذ محماد فطاط من تونس وستكون محاضرته تحت عنوان: ”الموسيقى الأندلسية في المغرب العربي”، كما استعرض السيد بلبلدية البرنامج المسطّر للسهرات الفنية والفرق التي تشارك في هذه السهرات ابتداء من يوم الافتتاح 24 أكتوبر بمطربين من البليدة، سيد علي بن قرقورة، رشيد تومي الذي مارس الموسيقى الأندلسية في فرقة الفخارجية والمقيم في المغرب منذ عشرين سنة، وهو مايزال يشتغل على الموسيقى الأندلسية الجزائرية مدرسة الصنعة. كما يستضيف المهرجان لسهرة يوم الجمعة، فرقة من البرتغال لما لها من علاقة بالموسيقى الأندلسية. كما تشارك فرق جزائرية بمدارسها المتنوعة في الموسيقى الأندلسية، مثل الحوزي والمالوف سواء من قسنطينة أو عنابة وبجاية أو في الجزائر العاصمة والبليدة ومستغانم ومدن الغرب الجزائري مثل تلمسان.فمن قسنطينة -أضاف محافظ المهرجان- سيحيي حفلا في المالوف بالقليعة، عباس ريغي مع منشد مغربي وهو عبد الرحمن بن المؤمن. بينما سهرة يوم الأحد، ستخصص للمطربة دليلة ميكاد من مدرسة الصنعة من الجزائر العاصمة والمطربة نادية بن يوسف، ويوم الاثنين 27 أكتوبر ستكون السهرة مع المطرب محمود خديم مع موسيقى فلامانكو، بينما يتم يوم 29 أكتوبر سيحيي السهرة الجوق النموذجي لتيبازة، والعازفات من تونس. أما سهرة الاختتام 30 أكتوبر فستكون في جوق مشترك من الفرق المشاركة، إبراهيم حاج قاسم من الجزائر، سيرين بن موسى من تونس، محمد بجدوب من المغرب، عباس ريغي من قسنطينة، وهذا ما يكون فرقة الجوق المغاربي للأغنية الأندلسية مع زرنة مدينة القليعة. وللتذكير، ستغيب ليبيا عن هذا العرس المغاربي للموسيقى الأندلسية في طبعته الخامسة، نظرا للظروف الحالية التي تمر بها.