أظهرت دراسة متخصصة أن هناك تزايدا في عدد الأشخاص دون سن الخامسة والستين ممن يصابون بالسكتة الدماغية في العالم، خاصة في الدول النامية. وقال الباحثون في دراستهم التي نشرت مؤخرا في مجلة ”ذي لانسيت” البريطانية، أن عدد إصابات السكتة الدماغية ارتفع في الفترة الممتدة بين عامي 1990 و2010 بواقع الربع بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاما. وأشار الباحثون في دراستهم التي أجروها تحت إشراف المعهد القومي لعلوم الأعصاب والسكتة الدماغية التابع لجامعة أوكلاند للعلوم التطبيقية في نيوزيلندا، أنه رغم عدد الإصابات بين الأشخاص فوق سن ال 65 لا تزال أكثر بشكل واضح، إلا أن نصيب المرضى بين سن 20 و64 عاما من هذه الإصابات ارتفع خلال 20 عاما من 25 إلى 31%، مما يعني أن السكتة الدماغية لم تعد مرضا مرتبطا تقليديا بالشيخوخة. وقد حلّل الباحثون خلال الدراسة، معطيات 119 بحثا من جميع أنحاء العالم (58 بلدا بمدخول عال، و61 مدخول متوسط أو منخفض)، وبينت هذه المعطيات أن السكتة الدماغية ارتفعت ب25 % خلال 20 سنة عند الفئة العمرية 20-64 سنة. وقدّر الباحثون عدد الإصابات بالسكتة الدماغية عام 2010 ب 16.9 مليون إصابة، وقالوا إن عدد حالات الوفاة بسبب هذه الإصابات بلغ 5.9 ملايين حالة، نسبة كبيرة من الإصابات بالسكتة الدماغية ومنها السكتة الدماغية النزفية سجلت بالبلدان النامية ولدى الأشخاص الأقل من 74 سنة. وأشار الباحثون من خلال تحليل الدراسات السابقة، إلى وجود فروق واضحة بين الدول ذات الدخل المرتفع والدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما أن الإصابة بالسكتات الدماغية في دول شرق أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء ودول جنوب شرق آسيا تزيد عشر مرات عنها في دول غرب أوروبا، أستراليا، أمريكا الشمالية واليابان، وهي الدول الأقل تضررا من هذه الإصابات على مستوى العالم. وأوضح الباحثون أن هناك عوامل من شأنها أن تزيد من عدد الإصابات بالسكتات الدماغية، من بينها التغذية غير الصحية، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، قلة الحركة والسمنة. في حين ساهمت التوعية الجيدة في الدول ذات الدخل المرتفع، بالإضافة إلى الرعاية الصحية الجيدة وإقامة وحدات صحية متخصصة في علاج السكتة الدماغية في هذه البلدان، في تراجع الإصابة بها وتراجع الآثار السلبية الناجمة عن الإصابة بها. وحذر معدو الدراسة من احتمال وصول عدد الوفيات بسبب السكتة الدماغية إلى الضعف خلال العشرين سنة المقبلة، حيث يشيرون إلى احتمال بلوغ عدد الأشخاص الحاملين لعامل الإصابة مع حلول 2030 إلى 70 مليون شخص عبر العالم، مقابل 33 مليون شخص سنة 2010. واستخلصت الدراسة أنه لا بد من وضع استراتيجيات للوقاية من السكتة الدماغية التي وصفتها بالوزر الحقيقي للسلطات الصحية عبر كامل المعمورة، خاصة أن الإصابة بالسكتة الدماغية تعتبر ثاني أهم مسببات الوفاة على مستوى العالم بعد أمراض القلب.