عرفت العروض المسرحية بالمهرجان الدولي الخامس للمسرح الذي تحتضنه بجاية، عروضا مسرحية متنوعة في يومه السابع؛ حيث تم عرض مسرحية من غينيا وفرنسا والمسرح الجهوي لبجاية، بالإضافة إلى المسرحية السويسرية التي تم عرضها بالقاعة الكبرى للمسرح الجهوي ببجاية. لم تكن العروض الغربية التي شاركت في المهرجان الخامس للمسرح الدولي الذي تحتضنه بجاية، في المستوى الذي عرض به المسرح الألماني مسرحية “كسبار” من ناحية النوعية الفنية والتقنية، والتي أبهرت ليس فقط الجمهور البجاوي، بل حتى المشاركين والضيوف الذين استضافتهم بجاية وبلغ عددهم في الدورة الخامسة (300) مشارك، والتي عالجت موضوعا علميا فلسفيا يتعلق باللغة. أما المسرح البلجيكي والفرنسي وحتى الياباني فكانت دون المستوى الذي كان يرجوه الجمهور من العروض من مسارح غربية عريقة لها تاريخها المسرحي. كما أن العروض العربية هي الأخرى جاءت باهتة من حيث النص؛ سواء الكلاسيكي منه أو ذلك الذي لم يحاول فيه البعض اقتباس النصوص فحسب وإنما طريقة العرض وتقليد النصوص وإدخال على المسرح العربي ما يسمى بالمسرح العبثي، الذي مايزال عندنا لم يستقم عوده. المسرحية السويسرية “صوت الجرس” رغم المجهود الكبير المبذول من طرف ممثلتين سويسريتين إلا أن الموضوع كان بسيطا وباهتا ولم يكن في المستوى الذي شهدناه في المسرح الألماني. قصة بسيطة لامرأتين، هما فكتوريا وماريا؛ حيث تظهران على الخشبة، وكل واحدة منهما تجر حقيبة، وبينهما صندوق في غرفة فندق وسرير يتوسط الغرفة، ومن هنا تبدأ قصة الرحلة إلى قلب أوروبا جنيف، واللتين مرتا خلالها على موسكو وقارة أوروبا وعبرتا المحيط الأطلسي. تصحب الحركات موسيقى ورقصات ونزع ملابس حتى كادتا أن تكونا عاريتين إلا من ورقة التوت، عبر حركات قد تصلح لأن تُعرض في سويسرا“جنيف”، غير أنها لا تليق بأن تُعرض في مجتمع جزائري وجمهور تتصدره العائلات البجاوية! المسرحية الراقصة التي تتغير فيها الملابس والحركات والرقصات، تروي الرحلة والمتاعب التي واجهتهما، كما أنها تتحدث عن الأماني وكسب المال والحب، لتنتهي القصة بنفس المشهد الذي بدأت به على الخشبة، وهو جر الحقائب والصندوق. المسرحية بسيطة، ثنائية بين امرأتين، ويبقى مشكل زمن العرض هو القائم؛ حيث يتم عرض أربعة عروض في وقت متقارب إن لم نقل واحدا، سواء بقاعتي دار الثقافة الكبرى والصغرى أو قاعتي المسرح الجهوي الكبرى والصغرى. كما ينبغي أن ننبّه مرة أخرى إلى أن التنظيم كان سيئا؛ حيث تُرك الصحافيون بدون منسق ومرافق في برنامج مكثف وندوات تُعقد في فنادق متباعدة وغير معلن عنها، ومن كُلف بالصحفيين تفرّغ للرقص وعدم الظهور، بل أساء للعديد من رجالات الإعلام، ويبقى السؤال مطروحا: كيف تنفق أموال طائلة دون أن تؤدي الواجب المطلوب أو المتوخَّى منها؟ تضارب في المواقيت، تخبّط وفوضى في مهرجان يوصف بمهرجان دولي لأبي الفنون! مبعوث “المساء” إلى بجاية/ ابن تريعة