من المؤسف جدا أن نرى بعض الأطراف المتابعة للشأن الرياضي في بلادنا تفكر بتخمينات خاطئة لا تمت بصلة إلى الواقع المعاش في هذا الجانب، حيث تذهب إلى حد التشكيك في مسعى الدولة الرامي إلى تقديم الدعم المادي واللوجيستيكي للمنتخب الوطني كلما كان هذا الأخير في حاجة ماسة إلى مساعدة، خاصة لما تكون هذه الأخيرة عاجلة، مثلما كان الحال في الفترة التي سبقت تنقل الفريق الوطني إلى بوركينافاسو، إذ أخذت الدولة على عاتقها جزءا هاما من مصاريف سفر وإيواء أنصار ”الخضر” الذين تنقلوا إلى هذا البلد، فكانت المبادرة عادية ولا تحتاج إلى تأويلات لا نجني منها أية فائدة، غير أن هذه الأطراف بدل أن تنوه بهذا المسعى سارعت إلى التشكيك فيه بالقول أن ما قامت به الدولة في هذا الإطار له خلفيات انتخابية. أليس من السذاجة التفكير بهذه ”العقلية” التي تتجاوز كل منطق؟ فالفريق الوطني يوجد دائما في حاجة ماسة إلى من يقف إلى جانبه خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2014 وأن الدولة تدرك وتعي مسؤولياتها عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الألوان الوطنية في كل مكان وزمان، لنتذكر فقط التجنيد التاريخي والفريد من نوعه لما قامت الدولة بعملية نقل جوي للجماهير الرياضية الجزائرية إلى السودان وسمح ذلك بصنع ملحمة ”أم درمان” التاريخية التي تأهلنا بفضلها إلى نهائيات كأس العالم 2010 وقيل حينها إن الجزائر أنجزت جسرا جويا في زمن قياسي حير العالم، هذا للقول بأن كرة القدم لا تقل أهمية عن ميادين أخرى وتستدعي من الدولة واجب الاهتمام بتطويرها والافتخار بإنجازاتها التي سمحت للرياضة الجزائرية بفرض نفسها في المواعيد الدولة الكبرى على مدار السنوات.