لم تنجح تشكيلة مولودية وهران في استدراك أمورها، وتصحيح مسارها أمام ضيفها اتحاد العاصمة الذي أكد مرة أخرى، بأنه الشبح الأسود ل"الحمراوة”، وأول أمس عمق جراحهم، وزاد من معاناتهم، بعد أن هزمهم بهدف وحيد حمل توقيع المهاجم الواعد فرحات في الدقيقة 46 الذي يتنبأ له الاختصاصيون بمستقبل وردي، حيث كان رجل اللقاء واستحق التصفيقات الحارّة من الوهرانيين بعد نهاية التسعين دقيقة، اعترافا منهم بقدراته التي أقلقت وأربكت دفاع المولودية طيلة أطوار المباراة. وقد مكّن هدف فرحات، اتحاد العاصمة من البصم على أول فوز له على حساب المولودية الوهرانية بملعب أحمد زبانة منذ سنة 2002، وبالنظر إلى حيثيات اللقاء فإن الإتحاد لم يسرق النقاط الثلاث، بل استحقها رغم الطارئ الذي ألم به على مستوى العارضة الفنية، بعد رحيل مدربه الفرنسي، رولان كوربيس، وتعويضه بمواطنه روبرت فيلود الذي تابع فريقه الجديد من على المدرجات على أن يتكفل به رسميا خلال الأسبوع الجاري، ورغم ذلك استطاع المدرب المساعد بلال دزيري وضع الوصفة المناسبة لنيل هذا الفوز الثمين الذي جدد انطلاقة فريق ”سوسطارة”، وقوى حظوظه في المراهنة على أحد المراكز الأولى في البطولة الوطنية، وقد قرّبه كثيرا هذا الانتصار من القمة. فاللاعب الدولي السابق، طالب من لاعبيه تحصين دفاعهم جيدا مع غلق كل المنافذ، التي قد يتوغل منها أشبال المدرب سوليناس، مع السرعة في تنفيذ الهجمات المرتدة بواسطة الجناح الأيمن فرحات، الذي كان سما قاتلا لدفاع المولودية، خاصة في الشوط الثاني إذ لم يكتف بمشاكسته فقط بل طرق مرماه بهدف رأسي جميل في الدقيقة ال46، وقد فتحت هذه الأسبقية في النتيجة الشهية للإتحاد لفرض سيطرته على مجريات المواجهة، وخط هجومه للإغارة بصفة مستمرة على مرمى الحارس دحمان، الذي برع في رد كرة هدف أكيد من نفس اللاعب (فرحات) في الدقيقة ال60، وسلم من خطر حقيقي بعد قذفة جانبية قوية من أندريا في الدقيقة 76، وأفقدت هذه المحاولات الخطيرة للضيوف بوصلة المحليين، الذين عبثا حاول مدربهم الإيطالي ضخ دماء جديدة في التشكيلة بتغييراته المستمرة، حتى أنه لعب بأربعة مهاجمين مرة واحدة، فالأمر كان قد قضي، وعوامل عديدة ساهمت في تأكيد تراجع مستوى ونتائج ”الحمراوة”، منها عودة الصراعات الشخصية بين المسيرين والمساهمين في الشركة الرياضية للفريق، الخيارات التكتيكية والفنية التي أضحت عقيمة مع توالي الجولات، وغياب الحرارة في اللعب والتركيز الجيد قبالة المرمى، وظهر ذلك جليا في الفرص المواتية التي أهدرها الوهرانيون على مدار شوطي اللقاء، خاصة تلك التي جاءت من قدم بوعيشة في الدقيقتين 25 و74، ورأسية هشام شريف في الدقيقة 31، وبن يطو في الدقيقة 75، لتكون النتيجة النهائية انهزاما مرّا داخل الديار، ودخول المولودية الوهرانية دائرة الخطر وصارت أحد المهددين بالسقوط، والمسيرون صاروا في عين إعصار الأنصار، وقد نال جباري وجماعته نصيبا من السب والوعيد بعد نهاية مباراة أول أمس، وسوليناس الذي يكون قد قاد وبنسبة كبيرة جدا آخر مباراة له مع المولودية، وحاول أن يكون شجاعا في تصريحه بعد صافرة النهاية، عندما قال بأنه يتحمل هو لوحده مسؤولية هذا السقوط: ”أنا الوحيد الذي يتحمل هذه الهزيمة، وأرفض إدخال اللاعبين فيها والذين أشكرهم كثيرا على ما قدموه من جهد وعروض وفرص صنعوها طيلة اللقاء، والحقيقة أننا لا نستحق هذه الهزيمة، وأنا لا أختبئ بعد كل هزيمة، وسأجلس مع الإدارة لتحليل وتقييم هذه الوضعية وتدارسها معا”. أما المدرب المساعد بلال دزيري، فقد أكد على أحقية فوز أشباله رغم صعوبته: ”ليس سهلا النيل من فريق المولودية القوي داخل قواعده، وفوزنا سيحفزنا أكثر على مواصلة مسارنا الإيجابي، ولقد بذلت جهدا كبيرا في تحضير أشبالي نفسيا، خاصة بعد كثرة الكلام عما طرأ على الفريق في الآونة الأخيرة، والحمد لله أنهم كانوا قدر المسؤولية”.