شكل التعاون بين الجزائر واليونيسكو، محور المحادثات التي جمعت، أمس، بباريس، وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد مع المديرة العامة للمنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة إيرينا بوكوفا، حيث تمحورت المحادثات التي جرت على هامش الندوة العامة ال37 لليونيسكو حول تقييم إصلاح النظام التربوي في الجزائر وأهداف الألفية للتنمية التي حققتها الجزائر لاسيما فيما يتعلق بالتربية. وفي تصريح للصحافة، أوضح السيد بابا أحمد أن الجزائر حققت نسبة تمدرس تقدر ب98 بالمائة، مشيرا إلى أن ”نسبة الأمية تقدر ب18 بالمائة ونحن نعتزم تخفيضها إلى 16 بالمائة، حيث كانت تقدر ب80 بالمائة غداة الاستقلال الوطني”. كما تطرق الطرفان إلى مشروع ”ابن سينا” الذي يخص التعليم عن بعد والذي سيشمل في المستقبل التربية الوطنية ومشاريع المتحف الإفريقي بالجزائر العاصمة بخبرة من اليونيسكو وكذا المركز الإقليمي للحفاظ على التراث الثقافي المعنوي في إفريقيا والذي سيرى النور قريبا في الجزائر العاصمة. وكان وزير التربية الوطنية قد أكد، أول أمس، أن الجزائر التي أضحت ”قطبا للاستقرار والتعاون” بالمنطقة وخارجها تعتزم مواصلة ”جهودها البناءة” من أجل تعزيز القدرات الوطنية والبعد الإقليمي لمشاريع وبرامج اليونسكو. وأشار السيد بابا أحمد، بباريس، خلال الدورة ال37 للندوة العامة للمنظمة الأممية، إلى أن الجزائر التي حققت أهداف الألفية من أجل التنمية تسعى إلى مواصلة عملها في إطار المناقشات حول أجندة التنمية ل2030 وإلى إحداث توازن في برامجها المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال ”التكفل بالأبعاد الثقافية والتربوية والعلمية”، موضحا أن الجهود التي تبذلها الجزائر في إطار برنامج محو الأمية للكبار لاسيما النساء تندرج في هذا المسعى. وإذ تطرق وزير التربية الوطنية إلى الخطوط العريضة لعمل الجزائر في مجال التربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع منظمة اليونسكو، فقد اغتنم هذه الفرصة للتذكير بسياسة الحكومة الجزائرية خلال الانتخابات التشريعية لماي 2012 التي كرست 30 بالمائة من المقاعد بالمجلس الشعبي الوطني للمرأة، مما سمح برفع تواجدها بالمجالس الولائية والبلدية بشكل ملموس. وفيما يخص برنامج الإصلاحات الموجه لتحسين التعليم، أشار الوزير إلى أن هذا البرنامج من شأنه أن يضمن تكوينا بيداغوجيا ذا نوعية. وصرح في هذا السياق أنه ”لا يمكن أن تكون لدينا منظومة تربوية ذات نوعية إذا لم نوفر للأستاذ الوسائل البيداغوجية والعلمية التي تسمح له بالتكفل بالطلبة على مستوى الجامعة”، مضيفا أن نسبة التمدرس في الجزائر بلغت 5ر98 بالمائة. من جهة أخرى، أوضح الوزير أن ترقية التربية والثقافة والعلوم تعد واقيا ضد تصاعد التطرف الأجنبي لقيمنا الدينية والثقافية، أما بخصوص الحفاظ على التراث الثقافي المادي واللامادي، أوضح السيد بابا أحمد أن الجزائر قد صدقت على كافة الاتفاقيات الدولية وهي تستعد لإيداع أدوات التصديق معلنة بذلك عن إطلاق عملية التصديق على اتفاقية 1954 حول حماية التراث الثقافي في حال النزاعات المسلحة. وعلى الصعيد الإقليمي، أشار الوزير إلى أن الجزائر قدمت مساهمة فعالة من أجل إنشاء رابطة الأئمة وعلماء الساحل في جانفي 2013 بالجزائر لترقية الطابع ألتسامحي في الإسلام ومكافحة الإيديولوجيات المتطرفة لاسيما تجاه الشباب.