لا شك أن حليلوزيتش يريد تحضير كثير من المفاجآت للمنافس البوركينابي، بالنظر إلى التحفظ الذي أبداه أول أمس في حديثه عن استعدادات الفريق الوطني الجزائري. فقد ذهب إلى حد التقليل من قوة ”الخضر” لمّا قال إن تسعين بالمائة من لاعبيه لا يملكون استعدادا تنافسيا كبيرا، ولا شك أن الأمر سيسعده كثيرا لو أن مدرب ”الخيول” بول بوت سيؤمن بهذا الكلام الذي له علاقة بالحرب البسيكولوجية، التي انطلق فيها المدربان منذ إجراء مباراة واغادوغو، فلا أحد منهما يريد الكشف مبكرا عن أوراقه قبل انطلاق المباراة الفاصلة بين المنتخبين يوم الثلاثاء القادم بملعب البليدة. وما عدا تطرقه لضرورة تنظيم الخط الخلفي لفريقنا، فإن حليلوزيتش تحاشى الحديث عن نقاط قوة الخضر، منها بشكل خاص خط الهجوم، حيث لم يتحدث عن الكيفية التي يريد توجيه بها رباعي هذا الخط سليماني وسوداني وفيغولي وجبور، فهو يدرك بدون شك، أن آمال الانتصار معلَّقة كلها على هؤلاء اللاعبين مادامت مهمتهم الوحيدة في هذا اللقاء هي الوصول إلى الشباك من أجل تحقيق الفارق في الأهداف بيننا وبين الفريق الخصم، فهؤلاء يتميزون باستعداد نفسي كبير بعد مشاركة كل واحد منهم في مباريات فريقه الأخيرة. وحتى لو لم يوضح الناخب الوطني الخطة التكتيكية التي سينتهجها، فإن الجميع متأكدون من أن حليلوزيتش، المعروف بميوله للهجوم، سيطالب لاعبيه بضرورة الضغط بقوة على دفاع المنافس، الذي يُعد أضعف حلقة في تشكيلة ”الخيول”، مثلما ظهر بوضوح في مباراة الذهاب، التي وجد فيها مهاجمونا سهولة تامة للوصول إلى منطقة الخطر؛ حيث إن الحظ هو الذي لم يسعفهم في وضع الكرة داخل الشباك مثلما حصل لكل من سوداني وقادير. ولا شك أن المدرب الوطني سيبني خطته التكتيكية بالاعتماد على الملاحظات التي دوّنها في مباراة واغادوغو، حيث إن منتخب بوركينافاسو لم يشارك في أية مباراة ودية منذ لقائه الأخير مع الخضر؛ ما يعني أن مشكل الانسجام غير مطروح لدى تشكيلة الخيول، وهو العامل الوحيد الذي يُربك نوعا ما حليلوزيتش، الذي اعترف بتفوق البوركينابيين علينا في هذا الجانب؛ كونهم احتفظوا بتسعين في المائة من التعداد الذي خاضوا به دورة ”الكان” 2012 بجنوب إفريقيا. فالفريق الجزائري مطالَب إذاً بإظهار انسجام كبير فوق أرضية ميدان مصطفى تشاكر، وإلا سيخسر جانبا كبيرا من هذه المباراة الحاسمة التي تنتظرنا يوم الثلاثاء القادم، فضلا عن أن التقني البوسني مرغَم على تخصيص حراسة مشددة على المهاجم بيترو يبكا أحسن لاعب في تشكيلة الخيول، من خلال منعه من امتلاك الكرات أو التواجد بدون حراسة على مقربة من منطقة العمليات، فقد حذّر حليلوزيتش من هذا اللاعب، الذي يتميز بسرعة التنفيذ ومهارة كبيرة في اختراق أي دفاع مهما كانت صلابته، وقد اعتبره من بين أحسن اللاعبين الأفارقة في الوقت الحالي. لكن بالمقابل، سعى التقني البوسني بذكاء كبير للتقليل من خطورة المنتخب البوركينابي، لمّا قال إن هذا الأخير فاز في لقاء الذهاب بفضل الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكم، فأراد حليلوزيتش أن يقلّل من تخوفات اللاعبين والجمهور الجزائري معا.