تطرق وزير المجاهدين محمد الشريف عباس أمس بوهران، في الكلمة التي ألقاها بمناسبة إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الجهوية للجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير، للظروف التي تأسست فيها الجمعية، والتي وصفها بالصعبة للغاية، مما أعطاها طاقة أكبر للدفاع عن الحالة الاجتماعية لهذه الفئة، واعدا في نفس الوقت بتحسين الوضعية الاجتماعية لهذه الشريحة التي طرحت قضيتين شائكتين لاتزالان تعكّران صفو عملهما، ومهمّتها تأدية الواجب الوطني وكتابة التاريخ، وهما مشكل الأرجل الاصطناعية والتصنيف. وأكد الوزير في مداخلته القيّمة، على ضرورة وجوب احترام الجمعية والارتقاء بها إلى المكانة اللائقة التي تستحقها، منوها بالذكريات التي تجمعه بكبار معطوبي الحرب والأسرة الثورية. وأكد في نفس الوقت أن مصالحه تسعى لأداء واجبها تجاه الوطن وكل المجاهدين، الذين خدموا وطنهم بإخلاص للدفاع عنه وتخليصه من نير الاستعمار وفي معركة التشييد والبناء بعد الاستقلال. كما جدّد الوزير دعوته للأسرة الثورية إلى المساهمة بصفة فعالة في كتابة تاريخ الوطن وتصحيحه في سبيل نقله إلى الأجيال الصاعدة، قائلا: "إن كتابة تاريخ الثورة لا يقتصر فقط على وزارة المجاهدين وحدها"، داعيا المؤرخين والصحفيين والأساتذة المدرّسين ومختلف المؤسسات، إلى المساهمة في هذا المجهود، مضيفا: "إن هذا العمل يتعلق بحق أجيال المستقبل لمعرفة كل شيء حول هذه المرحلة البطولية من التاريخ الوطني، والتي فتحت الطريق أمام العديد من الشعوب والدول الأخرى المتعطشة للحرية"، ولن يتسنى ذلك، حسبه، ما لم تُحل كافة المشاكل الاجتماعية التي تشوّش على حفظ الذاكرة للأجيال الصاعدة. للإشارة، ركزت الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير، على ضرورة التكفل بهؤلاء المجاهدين ، سواء تعلّق الأمر بالجانب المادي والاجتماعي أو الصحي. من جهته، طرح رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني السيد بوحفصي، مطالب معطوبي حرب التحرير، في دعوة لتجديد مطلب التكفل بمشاكلهم الصحية والاجتماعية، منها مشكل نقص التجهيزات والأعضاء الاصطناعية التي يحتاجها كبار معطوبي حرب التحرير الوطني، والتي أرغمت البعض على البقاء في منازلهم؛ نظرا لقدم هذه الأعضاء الاصطناعية أو عدمها عند الكثيرين، وكذلك ضرورة إعادة النظر في تصنيفهم؛ باعتبار أن المنحة التي يستفيدون منها تبقى غير كافية. أما والي ولاية وهران السيد زعلان عبد الغني، فقد أكد في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، على التعاون مع الجمعية من أجل التكفل بحل مشاكل هذه الفئة من المجاهدين، الذين فقدوا أثناء أداء واجبهم الوطني تجاه بلدهم بكل تفان، طرفا من أعضائهم، الذي لا يمكن، أن يقدَّر بثمن. بالمناسبة، انتهز رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير، الفرصة ليؤكد على مطلب أعضائها المتعلق بدعوة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لعهدة رابعة، من خلال تجديد موقف الجمعية الثابت إزاء الرئيس بوتفليقة وبرنامجه الضخم، وكذا الإصلاحات التي قام بها مؤخرا. كما ركزت كلمة الجمعية على الخطوات والمساعي الحميدة التي يبذلها سعادة الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، من أجل استرجاع هيبة الدولة ومصداقيتها ودفع عجلة التنمية واسترجاع السيادة والصورة المشرّفة لجزائر الثورة في المحافل الدولية. وفي ختام الندوة الجهوية التي احتضنها مقر الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير بحي مارافال بمشاركة 13 ولاية من الغرب الجزائري، وُزّعت 21 دراجة نارية ذات العجلات الثلاث على مستحقيها من معطوبي حرب التحرير، هبة من الوزارة الوصية، فيما ستستقبل ذات الجمعية الوطنية قريبا عددا كبيرا من الدراجات النارية، سوف تذهب لفائدة هذه الشريحة.