تستعد جمعية “الجاحظية” في الواحد والعشرين ديسمبر الجاري للإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقة جائزة “مفدي زكريا” العربية للشعر، مع التحضير لندوة دولية تحمل عنوان؛ “الطاهر وطار.. المثقف وقضايا الأمة” بمشاركة أسماء من داخل وخارج الوطن، حيث تبقى الجمعية وفية لهذه المواعيد وغيرها خدمة لحراك ثقافي جاد رغم قلة الإمكانيات. بالمناسبة، التقت “المساء” بالأستاذ محمد تين، رئيس جمعية “الجاحظية” الذي أشار إلى أنه تقرر، كما جرت عليه العادة منذ الطبعة الأولى لملتقى “الجاحظية” في ديسمبر 2011، ربط التظاهرة بعلم من الأعلام الأدبية، وتخصص طبعة هذه السنة لمناقشة أعمال الراحل الطاهر وطار. طبعة هذه السنة كما أكّد المتحدّث كان يفترض أن تنظّم في 21 ديسمبر الجاري بالتزامن مع إعلان نتائج جائزة “مفدي زكريا”، إلا أنّ وزارة الثقافة ردّت أنّ خزانتها نفذت خلال احتفالات 5 جويلية، بالتالي لا تستطيع تمويل هذا الملتقى، الأمر الذي دفع إلى تأجيل الملتقى إلى السداسي الأول من السنة المقبلة، ومع ذلك يضيف تين يبقى الأمل قائما في أن تستجيب وزارة الثقافة وإلا سيتم البحث واستغلال الإمكانيات الخاصة للجمعية بغية تمويل الملتقى، خاصة أنه يحمل موضوعا مهما هذه السنة وهو “المثقف وقضايا الأمة”، ويقول: “أردنا أن نلفت انتباه المثقفين الجزائريين والعرب إلى أحداث الراهن، بالتالي الانشغال بها أكثر حتى تتوضّح الأمور وتنجلي الضبابية وتعود الأمور إلى مجراها العادي والنظامي، فنحن كعرب ومسلمين مللنا من المآسي، بالتالي حان وقت تدخل المثقفين، كونهم قادرين على فتح آفاق المستقبل لشعوبهم من خلال مشاريع نهضة وأفكار بنّاءة وإلا بقيت الأمة في ضلال”. وأكّد المتحدّث أنّ الجمعية طلبت من وزارة الثقافة تنظيم الملتقى بمدينة غرداية كنوع من النزول بهذه التظاهرات من الشمال الساحلي إلى الجزائر الداخلية، خاصة أن غرداية هي بوابة الجنوب، كمساهمة في حل الخلافات بطرق حضارية بدل الانغماس في خلافات تافهة الأسباب، فحضور المثقف سيقلص لا محالة من هذه المشاكل ويفتح آفاقا نحو هدف سام مشترك جامع قابل للتحقيق ونتاج الممارسة والحكمة، فأهداف الثورة الجزائرية مثلا كما يوضح المتحدث - قضت على الحزازات، الفتن والانقسامات، فهبّ الشعب كلّه إلى ساحة الفداء والنضال. وسيتمّ في هذا الملتقى استضافة مجموعة من المفكرين والأساتذة من خارج الوطن، سيتم الكشف عن أسمائهم في الوقت المناسب. وفيما يتعلّق بجائزة “مفدي زكريا”، فقد تمّ تسجيل حوالي 80 مشاركا من كل الدول العربية (ما عدا اثنتان)، وسيعلن عن النتائج مبدئيا في 21 ديسمبر الجاري، علما أنّ التعاون فيما يخص تمويل إقامة المتوجين سيكون مدعما من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إضافة إلى تكفّل أعضاء لجنة التحكيم التي تضمّ أستاذا من المغرب وآخر من تونس وثالث من اليمن. تسليم الجائزة سيكون في الشهر الموالي، أي شهر جانفي 2014 خلال أمسية أدبية يحضرها الفائزون العشرة الأوائل، من جهة أخرى، تسعى الجمعية إلى طباعة هذه الأعمال العشرة الأولى مرفوقة بسير أصحابها في كتيبات ستكون بمثابة المعلّقات العشر لمفدي زكريا، وستكون عملية الطبع تقليدا تلتزم به الجمعية مستقبلا، مع العلم أنّه في عام 2007، جمعت وطبعت كلّ القصائد الفائزة منذ الدورة الأولى للجائزة، أي منذ 1991 عندما كانت هذه الجائزة وطنية، فمغاربية، ثم جائزة عربية.