تحولت المستشفيات المتواجدة عبر مختلف بلديات العاصمة إلى حظائر لركن السيارات، بعدما كانت مواقفها مخصصة لعمال المستشفى، المرضى وعائلاتهم، حيث أصبح كل من هب ودب يركن سيارته بغرض الانصراف للعمل أو التسوق، تاركا المرضى في قلق مضاعف. يأتي المستشفى الجامعي “مصطفى باشا” في مقدمة مستشفيات العاصمة التي تعاني من ضغط كبير على مستوى مداخله الأربعة، فعدد السيارات الوافدة إليه يوميا يتعدى 2000 سيارة، حسب عون أمني من نفس المؤسسة، إلا أن المواقف مهيأة في الحقيقة لاستيعاب 400 سيارة فقط، لكن الركن العشوائي والفوضوي الذي تتعمده هذه الشريحة يشكل عائقا أمام حركة المرور بالمدخل الرئيسي للمستشفى، مع صعوبة توفير مكان لجميع المستخدمين والأشخاص المرافقين للمرضى، خاصة بالنسبة للمسعفين. ولم تتوقف معاناة المرضى عند هذا الحد، إنما تحولت المناطق المجاورة لهذه المستشفيات إلى حظائر يصل سعر الركن بها في بعض الأحيان إلى 100 دج، مما أثار سخط المواطنين من المرضى وعائلاتهم الذين يتوافدون على المستشفى لعدة أيام بغية زيارة مرضاهم، ويجعلهم مجبرين على دفع المال لتفادي التهديد الذي يمارسه حراس الحظائر العشوائية بإلحاق الضرر بالمركبة في حالة الرفض. وللتحقيق حول هذه الظاهرة، كانت ل”المساء” جولة استطلاعية لمستشفى “باينام” الذي تحول إلى حظيرة كبرى للسيارات، رغم صغر حجمه وضيق مساحاته المخصصة للركن، فعدد المركبات التي تقابلك لا يعد ولا يحصى، فبمجرد ولوجك هذه المصلحة الاستشفائية، يمكن التأكد من أن أصحاب هذه المركبات ركنوها قصد قضاء حاجياتهم خارج المستشفى، وهذا الموقع بالنسبة لهم حظيرة مجانية للسيارات، خاصة أن بلدية الحمامات منطقة ساحلية يصعب إيجاد حظائر للسيارات بها، ليبقى المستشفى الخيار الوحيد، الأسهل والأهم لمجانية الخدمة به. ويرجع مسيرو المستشفيات والمواطنون سبب تفشي هذه الظاهرة إلى انعدام الرقابة وعدم تخصيص حظائر محروسة لاستيعاب الكم الهائل من السيارات التي تتوافد على العاصمة يوميا من مختلف الولايات.