الازدحام المروي الشديد هو حالة يومية تطبع ساحة أول ماي بوسط العاصمة، ففي مفترق الطرق ما بين شارع حسيبة بن بوعلي وأول ماي توجد نقطة سوداء جعلت المنطقة تصنف في الخانة السوداء، والسبب معروف لدى مستعملي هذه الطريق، فمستشفى مصطفى باشا الجامعي يتحول إلى حظيرة للمركبات، وبالتالي فإن الطوابير الطويلة للسيارات هي التي تتسبب في غلق الطريق بشكل يومي في وجه المواطنين.. تحول مستشفى باشا الجامعي من وسيلة لمعالجة المرضى الآتين من مختلف المناطق بالجزائر، إلى وسيلة لإصابتهم بالأمراض، وأكثرها تتمثل في ارتفاع ضغط الدم الناتج عن التوتر الزائد عن حده، وأكثر المصابين هم السائقون من مستعملي الطريق الرابط بين حسبية بن بوعلي وساحة أول ماي، حيث يشهد هذا الطريق خاصة عند مفترق الطرق حالة ازدحام شديدة بشكل يومي، فلقد تحولت ساحة أول ماي بوسط العاصمة إلى نقطة سوداء في حركة المرور، نتيجة الضغط الزائد في هذه النقطة بالذات.. والسبب معروف لدى الجميع بل إنه تحول إلى أمر عادي مع الأيام رغم خطورته وتأثيره السلبي على النظام العام في مستشفى مصطفى باشا على الأخص، حيث تحول المستشفى المعروف إلى حظيرة عشوائية للمركبات، حيث مع الصباح الباكر تقف طوابير طويلة لمركبات من كل الأنواع أمام المدخل ليس من أجل الكشف لدى المصالح الاستشفائية أو زيارة المرضى أو الاستفسار، وإنما من أجل استعمال المستشفى كحظيرة لركن مركباتهم.. حالة استنكار كبيرة تعلو وتتضاعف بشكل يومي لدى السائقين المستعملين لهذه الطريق، حيث أصبحوا يجبرون على الانتظار لمدة ليست بالقصيرة في هذه النقطة ريثما تدخل المركبات إلى المستشفى، والحالة في ازدياد واضح، حيث أثر على حركة المرور في مفترق الطرق، ولم يقتصر الضرر على مستعملي الطريق، وإنما أيضا على المرضى المتوجهين إلى المستشفى بغرض العلاج، وقد أكد لنا بعض المرضى أنهم تعرضوا لحالات عصيبة جراء تركهم أمام الباب من طرف بعض السائقين الذين لا يرضون أن ينتظروا في الطوابير الطويلة أمام الباب، وبالتالي كان على هؤلاء المرضى، أن يتدبروا أمرهم بأنفسهم من خلال التنقل مشيا على الأقدام إلى غاية المصالح الصحية التي يبغونها من أجل العلاج.. فهناك موظفون يعملون في مؤسسات مجاورة، فيكون المستشفى الاختيار الأول لديهم من أجل ركن مركباتهم، وهناك مواطنون لديهم أعمال في الجوار وفي رحلة البحث عن موقف آمن تكون المستشفى خيارهم الأكثر أمنا.. مشكل استعمال المستشفى كحظيرة عشوائية للمركبات، ضيق الخناق على المرضى وحتى على الموظفين بالمستشفى، مشكل خطير أرجعه البعض للنقص الفادح في الحظائر بالعاصمة، وهذا رغم المشاريع المتواصلة التي تشرف عليها مديرية النقل لولاية الجزائر، ورغم تواجد مئات الحظائر العشوائية التابعة للخواص في كل ركن من العاصمة.. إلا أن الظاهر أن العديد من السائقين يبحثون عن حظيرة آمنة وبالأخص مجانية، وهذا ما توفره حظيرة مستشفى مصطفى باشا، حيث بمجرد دخولنا إلى المستشفى تفاجأنا بالعدد الكبير للسيارات، بل هناك العديد منها متوقف بشكل عشوائي، حتى أمام أبواب الأقسام، مما تسبب في تعذر الدخول والخروج للكثير من المرضى، والمشكل المطروح من هو المسؤول على هذه الظاهرة التي تسببت في ضرر كبير للمرضى داخل المستشفى وللمواطنين خارجه، أهو نقص الحظائر أو عدم وعي المواطنين بدور المستشفى الحقيقي المتمثل في تقديم العلاج وليس مجانية الحظائر..؟