توجت الجمعية الموسيقية “العمراوية” لمدينة تيزي وزو سهرة أوّل أمس بالجزائر العاصمة، بالجائزة الأولى للمرة الثانية على التوالي، في المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية “الصنعة” في طبعته السابعة، إلى جانب تتويج جمعيتي “ابن باجة” من مستغانم و”الفنون الجميلة” من الجزائر العاصمة بالمرتبتين الثانية والثالثة على الترتيب. أعلن رئيس لجنة تحكيم الطبعة السابعة لمهرجان الأغنية الأندلسية، الأستاذ صالح بوكلي حسان، عن نتائج المسابقة الموسيقية التي جرت فعالياتها من 5 إلى 10 ديسمبر الجاري بقاعة “ابن زيدون” بديوان رياض الفتح، موضّحا أنّ تتويج الفائزين تمّ على اعتبارات ومقاييس مضبوطة، بداية من الهيئة ومستوى الغناء الجماعي والفردي، إلى جانب العزف الجماعي والفردي ومدى التحكّم في الميزان، وكذا الانسجام والتوازن، بالإضافة إلى الانطباع العام. واستحقت الجمعية العمراوية الفوز لما قدمته من جودة وتميّز في برنامجها الذي شاركت به والتزمت بالمعايير المحتكم بها لدى لجنة التحكيم، والجدير بالذكر أنّ الجمعية تأسّست عام 2007 بمنطقة عمراوة بتيزي وزو، بدافع ولع موروث عن الآباء للموسيقى الأندلسية واتباع الطريقة الفنية للشيخ عمار إدريس، تلميذ الأستاذ الكبير عبد الرزاق الفخارجي. رغم حداثة تأسيس الجمعية، فإنّ القسم العالي بها اضطلع بمهمة تمثيل الجمعية في مختلف التظاهرات الثقافية التي تدعى للمشاركة فيها، إذ شاركت في حفل تكريم الأستاذ عبد الرزاق فخارجي خلال العام الماضي بقصر الثقافة “مفدي زكريا”، كما كانت لها مشاركة في المهرجان السادس للأغنية الأندلسية الصنعة عام 2012، حيث شاركت للمرة الثانية ونالت المرتبة الأولى. إلى جانب توزيع الجوائز وتوشيح المشاركين بشهادات تقديرية، شهد حفل الاختتام مشاركة نجمي الأغنية الجزائرية الكلاسيكية نصر الدين شاولي وبهيجة رحال، خريجي المدرسة “الفخارجية” بالجزائر العاصمة، حيث أدى شاولي مجموعة وصلات أندلسية، ختمها بالأغنية الشهيرة “يا البهجة نولي ليك”، تفاعل معها الجمهور الغفير الذي لم تستوعبه قاعة “ابن زيدون”. ثم اعتلت بهيجة رحال المنصة وقدّمت وصلتها واختارت نوبة “سيكا” لتأدية برنامجها الموسيقي والغنائي، وختمته بأداء أغنية من نوع لعروبي، قالت عنها المطربة بأنها سمعتها لأول مرة من الشيخ الراحل صادق البجاوي، وبما أنّ الدورة السابعة للمهرجان كانت وقفة تكريم للمرحوم، ارتأت هي الأخرى تقديم الأغنية نفسها بلمسة صادق البجاوي حتى وإن كان صوتا فريدا. عقب نهاية الحفل الذي حضرته وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، وعدد من الوجوه الفنية المعروفة، صرحت الوزيرة للصحافة بأنّ المهرجان كباقي المهرجانات يدخل في إطار سياسة ثقافية مسطّرة من قبل الحكومة عن طريق وزارة الثقافة، هدفها الحفاظ على التراث الوطني وتمكين الفنانين من الحصول على فضاء لإظهار إبداعاتهم، كما أضافت أنّ الهدف يشمل تثمين الفنانين والتراث معا والافتخار بهما. وذكرت الوزيرة أنّ الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية لها ثلاث مدارس هي؛ الصنعة، الحوزي والمالوف، لكلّ نوع مهرجانه الخاص، كما أن هناك مهرجان مغاربي وآخر دولي، ولكلّ نوع موسيقي في الجزائر مهرجانه.