ازدادات مخاوف الجزائريين أكثر فأكثر على المشاركة القادمة للفريق الوطني في كأس العالم 2014 بالبرازيل في ظل تصاعد التوتر بين المدرب وحيد حليلوزيتش ورئيس الاتحادية محمد روراوة. وأضحى التباين كبيرا بين الرجلين فيما يتعلق بالهدف الذي يجب أن يحققه ”الخضر” في هذه النهائيات العالمية الكروية، إلى درجة أنهما يسيران في اتجاهين لا يلتقيان، بل يتعارضان كثيرا، وكان التقني البوسني قد تحدث عن هذه المشاركة بنبرة حادة لم تخل من المواقف الصريحة حول الهدف الذي يريد الوصول إليه مع الخضر في البرازيل، إلى درجة أنه سخر من الأقوال التي تتحدث عن بلوغ الدور الثاني، وتبعه من بعد ذلك تصريح روراوة الذي قال أن هيئته تراهن كثيرا على اجتياز الدور الأول.وكانت تصريحات الرجلين محل تعاليق كثيرة صدرت بشكل خاص من لاعبين قدامى في الفريق الوطني مثل بلومي ومناد وسرار ودريد وغيرهم من الذين يعرفون أكثر من غيرهم مدى التأثيرات التي قد تحدثها هذه التوترات على زملاء بوقرة، حيث سيفقدهم ذلك التركيز قبل سفريتهم إلى البرازيل، وتقع المسؤولية هنا بالدرجة الأولى على عاتق الفاف المطالبة بإبعاد المنتخب الوطني عن كل ما يمس سلبا بتحضيراته القادمة. ويستبعد الكثير ممن يتابعون بكثير من الاهتمام تصريحات حليلوزيتش وروارة قيام هذا الأخير بإبعاد التقني البوسني قبل المونديال البرازيلي لاعتقاده ان مثل هذا القرار لن يتقبله كثير من لاعبي التشكيلة الوطنية الذين يفضلون استقرار العارضة الفنية على الأقل إلى غاية نهاية أطوار كأس العالم، وذلك بسبب تعودهم على طريقة العمل التي ينتهجها حليلوزيتش، فبقاء هذا الأخير كفيل بالاحتفاظ بانسجام المنتخب، لاسيما وأنه سيواجه منتخبات قوية في الدور الأول وهي بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية، والمعروف عن روراوة أنه يقدر كثيرا المستوى الذي يتمتع به حليلوزيتش في مجال التدريب، فلم يتجرأ ولومرة واحدة على التدخل في الجانب التقني للفريق الوطني بعدما لاحظ أن التقني البوسني متحكم جيدا في زمام الأمور في صفوف ”الخضر” لا سيما في مجال فرض الانضباط، وهي ميزة كانت من بين أحد الأسباب التي سهلت تأهل فريقنا الوطني إلى المونديال البرازيلي. ولهذه الأسباب، لن يتجرأ روراوة –يقول الملاحظون– على اتخاذ قرار يقضي بإبعاد وحيد حليلوزيتش خوفا من وقوع انعكاسات سلبية على الفريق لا يريد أن تنقلب عليه هو شخصيا في المستقبل ومن الأفضل بالنسبة إليه أن يقدر ويحترم تحليلات وتخمينات مدربه بشأن النتيجة التي يريد الوصول إليها في كأس العالم 2014 بالرغم من أن التصريحات الأخيرة للتقني البوسني أزعجته كثيرا وجعلته يقول أنه يعول على مرور الفريق الوطني إلى الدور الثاني، وهو كلام لا يمكن وضعه إلا في سياق تخمينات فردية تنم عن رغبة روراوة في رؤية ”الخضر” يصلون إلى هذه النتيجة التي في حالة ما إذا تحققت ستكون الأولى في تاريخ المشاركة الجزائرية في كأس العالم. ومعروف لدى العام والخاص أن حليلوزيتش رفض إلى حد الآن الفصل في اقتراح الفاف القاضي بتمديد عقده معها بعد نهاية أطوار كأس العالم 2014، لكن حتى وإن أبى القبول بهذا العرض، فإن الاتحادية تدرك جيدا أن فرص اختيار مدرب أجنبي كفء ستكون متوفرة بكثرة بعد انتهاء أطوار كأس العالم التي ستترك كثيرا من التقنيين أحرارا من أي تعاقد.