جددت حركة المقاومة الاسلامية حماس امس، تأكيد رفضها ربط مصير الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الاسير لديها بقضية الهدنة التي دعت اليها في قطاع غزة مع ادارة الاحتلال الاسرائيلي. وأذعنت ادارة الاحتلال لموقف حركة "حماس" الى درجة جعلت مسؤولا اسرائيليا لم يكشف عن هويته يصرح ان مصير الجندي الاسير منذ نهاية جوان من سنة 2006 لم يعد معنيا بمسألة الهدنة مع الفلسطينين. ويعد هذا اكبر تراجع عن موقف ادارة الاحتلال التي اكدت في وقت سابق انها لن توقع على اية هدنة ما لم يتم اطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط. وكانت حركة المقاومة اشترطت مقابل الافراج عن الجندي الاسير اقدام ادارة الاحتلال على اطلاق سراح اكثر من 400 اسير فلسطيني على ان تقوم هي بضبط قائمتهم الاسمية على خلاف المرات الماضية التي كانت تقوم فيها ادارة الاحتلال باطلاق من تريد من الاسرى الفلسطينيين. يذكر ان المعتقلات الاسرائيلية تعج في الوقت الحالي بأكثر من 11 ألف أسير فلسطيني بعضهم يقضي عقوبات سجن باكثر من ثلاثين عاما وآخرون مازالوا رهن الاعتقال دون محاكمة ومن بينهم نساء ومراهقين وشيوخ. وعلى خلفية مسألة الهدنة حل امس وفد عن حركة حماس بالعاصمة المصرية عبر معبر رفح في جنوب قطاع غزة، للاطلاع على وثيقة الرد الاسرائيلي على المقترح الفلسطيني حول هدنة طويلة الامد في القطاع كمرحلة اولى على ان تشمل لاحقا اراضي الضفة الغربية. وابدت ادارة الاحتلال تراجعا في موقفها المتصلب ازاء فكرة الهدنة بعد ان اكد رئيس وزرائها ايهود اولمرت صباح امس، بمناسبة الاجتماع الاسبوعي لحكومته انه اذا كانت هذه الهدنة ستوقف ما اسماه الارهاب فذلك يخدمنا. ولكن اولمرت توعد بأنه في حالة لم يتوقف ما اسماه الإرهاب في اشارة الى عمليات المقاومة الفلسطينية وخاصة اطلاق صورايخ القسام على المستوطنات اليهودية في جنوبفلسطينالمحتلة فإننا سنضع حدا للهدنة ونلجأ حينها الى استعمال وسائل أخرى. وتذهب هذه التصريحات في سياق ضغوط داخلية في اسرائيل ما انفكت تمارسها عدة دوائر سياسية وامنية تمهيدا لشن اوسع اعتداء على قطاع غزة بدعوى منع فصائل المقاومة من ضرب الاهداف الاسرائيلية. يذكر أن الهدنة المقترحة والتي تعمل السلطات المصرية على تحقيقها ضمن مساعي وساطة شرعت فيها منذ شهور بين الجانبين تضمنت التزاما من طرف فصائل المقاومة بوقف قصفها لمستوطنة ايسديروت ومدينة عسقلان المحتلة في جنوبفلسطين في مقابل التزام اسرائيل برفع الحصار الجائر الذي تفرضه على سكان القطاع ووقف كل عمليات الاجتياح والقصف الذي يستهدف المدنيين في هذا الجزء من الاراضي الفلسطينية. وتعبيرا عن حسن نيتها اكدت مصادر حركة حماس، أن الهدنة يمكن أن تدخل حيز التنفيذ بأقصى سرعة في حال لبت اسرائيل مطالب مختلف فصائل المقاومة.