تستعد السلطات المحلية بولاية قسنطينة، بالتنسيق مع المصالح الأمنية، لإطلاق مخطط مروري جديد للتخفيف من حدة أزمة اختناق حركة لمرور قبل احتضان تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، حيث ستكون من أهم النقاط التي ستؤخذ بعين الاعتبار، المدينة الجديدة علي منجلي التي يقطنها أكثر من 200 ألف نسمة والعدد مرشح للارتفاع في آفاق 2016 إلى الضعف حسب دراسات أعدتها جهات رسمية، خاصة في ظل المشاريع السكينة الضخمة التي تضمها هذه المنطقة بوحداتها الجوارية ال22، وعمليات الترحيل المتواصلة خاصة من بلدية قسنطينة نحو علي منجلي. وقد شهدت السنة الفارطة على سبيل المثال ترحيل أكثر من 6 آلاف عائلة من مختلف الأحياء الفوضوية والسكنات القصديرية والبناءات الهشة، مما يمثل حوالي 30 ألف قاطن جديد، كما ستعرف هذه السنة ترحيل حسب تصريحات رسمية أكثر من 17 ألف عائلة سواء من بيوت القصدير أو أصحاب طلبات السكنات الاجتماعية أو حتى الترقوي المدعم وسكنات ”كناب إيمو” و«عدل”، مما يمثل حوالي 100 ألف ساكن جديد. وقد جاء هذا القرار بتخصيص مخطط مروري استعجالي جديد، بعد أزمة المرور الخانقة التي أصبحت تشهدها مداخل المدينة الجديدة علي منجلي أو حتى داخل شوارعها الرئيسية خاصة في أوقات الذروة، حيث بات من الضروري تغيير المخطط المروري القديم الذي أصبح لا يتلاءم والعدد المتزايد للسكان من شهر لآخر، إذ من المنتظر أن يدخل المخطط الجديد الذي جاء بفضل التنسيق بين مختلف الجهات على غرار الأمن، بلدية الخروب، مديرية النقل، خلال السنة لجارية. من جهتها قدمت مديرية الأمن الوطني ممثلة في الأمن الحضري الأول بالمدينة الجديدة علي منجلي، مقترحات من أجل فك الاختناق عن وسط المدينة الجديدة، حيث تم اقتراح منع مركبات الوزن الثقيل القادمة من الجهة الغربية من المرور عبر محور المدينة الجديدة وتحويلها إلى الطريق الاجتنابي الذي تم إنجازه من أجل هذا النوع من المركبات التي تتسبب غالبا في الزحمة المرورية عبر المحاور التي تمر بها، حيث سيفرض هذا المخطط الجديد على مركبات الوزن الثقيل التحوّل مباشرة من مفترق الطرق الأربعة نحو الطريق الاجتنابي ونحو الورشات التي تعمل بها. ومن بين المقترحات التي قدمتها مديرية الأمن حسب تصريحات رئيس الأمن الحضري الأول بعلي منجلي السيد رشيد لبعيلي، منع مركبات الوزن الخفيف من السير في الاتجاه المعاكس للتقاطع مفترق الطرق الأربعة، والتحتيم على أصحاب هذه لمركبات المرور عبر الربوة المجاورة على بعد حوالي 1 كلم، قبل الدخول في الطريق المزدوج المؤدي إلى قسنطينة بمحاذاة مطار محمد بوضياف الدولي، وشمل مقترح مديرية الأمن الذي سيعرض للدراسة والإثراء من طرف كل الجهات المعنية، إنجاز معبر على مستوى مفترق الطرق الأربعة، حيث يسهل عملية وصول الأشخاص والتلاميذ إلى موقف الحافلات دون المرور عبر الطريق وتعطيل حركة المرور. كما أكدت مصادر من بلدية قسنطينة شروع مصالحها الأسابيع القليلة المقبلة في إدخال تعديلات على مخطط النقل بحي الدقسي عبد السلام هذا الأخير الذي بات نقطة سوداء بالولاية بسبب الفوضى التي يعرفها مخطط النقل به، حيث سيتم كخطوة أولى وضع الإشارات العمودية والأفقية وطلاء المسالك قصد تحديد المواقف الجديدة التي ستخصص للحافلات وسيارات الأجرة بذات المنطقة مع قرار بإزاحة موقف الحافلات إلى ما بعد مخرج النفق من جهة حي الإخوة عباس ”وادي الحد” نحو جبل الوحش، خصوصا وأن توقفها كثيرا ما يعرقل حركة المرور على هذا المحور الهام. ومن المنتظر أن يتم إضافة موقف آخر بقرب المركز التجاري الجديد بالدقسي، لإضفاء سيولة أكبر على حركة الحافلات ومنع توقفها لأزيد من دقيقتين في كل نقطة، فيما ستخص المصالح البلدية مواقف قريبة من النقاط السابقة لسيارات الأجرة مع منع سائقي سيارات ”الفرود”، والذين يعمل جلهم على خط زواغي والمدينة الجديدة علي منجلي من ركن مركباتهم قرب عيادة الكلى بسبب الفوضى العارمة التي أثارت استياء السكان الذين طالبوا مديرية النقل وكذا المصالح البلدية التدخل وإيجاد حل سريع لهذه التجاوزات، وهو الأمر الذي أجبر مصالح البلدية دراسة إمكانية إدخال تعديلات في مخطط النقل بحي الدقسي عبد السلام، حيث أضافت مصادر من مديرية النقل أن مصالح البلدية تعمل حاليا على البحث عن أرضية مناسبة من أجل استغلالها كموقف للحافلات وسيارات الأجرة في كل من حي سيدي مبروك أوحي الدقسي، قصد تخفيف الضغط وتجنب مرورها على الشارع الشرقي الذي يعرف حركة مرور كثيفة زادت حدة منذ دخول النفق الأرضي المزدوج حيز الخدمة الأشهر الفارطة. من جهة أخرى قررت مصالح البلدية الإسراع في عملية تهيئة مدخل القماص وحي الرياض، حيث ستساهم عملية تهيئة الحيين في تخفيف الضغط على هذا المحور الهام، بحيث ستمر الحافلات مباشرة عبر الكيلومتر الرابع للوصول إلى هذين الحيين دون سلك الشارع الشرقي. من جهته مدير النقل بالولاية وقصد تخفيف الضغط على قطاع النقل خاصة بكل من حي الدقسي عبد السلام وسيدي مبروك، وكذا الأحياء المجاورة التي باتت تشهد يوميا اختناقا مروريا كبيرا كان قد كشف الأشهر الفارطة عن تدعيم قطاعه بمشروع لتوسعة شبكة المصعد الهوائي ”التيليفريك” الموجود بقسنطينة الذي يمتد على مسافة حوالي 1.5 كلم يربط وسط المدينة وبالتحديد شارع طاطاش بلقاسم بالقرب من سوق العصر نحو حي الأمير عبد القادر والمعروف ”بالفوبور” عبر المستشفى الجامعي ابن باديس، حيث أكد المتحدث أن الانطلاق في هذا المشروع من شأنه تخفيف الضغط عن حركة المرور خاصة بنواحي وسط المدينة بعد إضافة الخطين الجديدين إذ يربط الأول ساحة كركري بوسط المدينة بحي دقسي عبد السلام عبر حي الصنوبر وسيدي مبروك على مسافة حوالي 4 كلم، فيما يربط الخط الثاني ساحة كركري بحي بكيرة التابعة إقليميا إلى دائرة حامة بوزيان عبر حي سيد مسيد على مسافة حوالي 3 كلم. وهي المشاريع حسب مديرية النقل التي من المفروض أن تنهي بها الأشغال مطلع سنة 2015 تاريخ بداية تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.