مع بدء العد التنازلي لموعد عقد مؤتمر ”جنيف 2” تحركت المجموعة الدولية وخاصة الدول الداعمة للمعارضة السورية باتجاه ممارسة ضغوط على هذه الأخيرة لحملها على المشاركة في هذا المؤتمر الذي يبقى بمثابة الفرصة الأخيرة لإجلاس الفرقاء السوريين إلى طاولة حوار واحدة لاحتواء أزمة دامية عمرت أكثر من عامين ونصف وبحصيلة قتلى تجاوزت عتبة 120 ألف قتيل. واحتضنت العاصمة الفرنسية باريس لأجل ذلك وعلى مدار اليومين الأخيرين اجتماعا ضم وزراء خارجية بريطانياوالولاياتالمتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر والأردن وتركيا، وبمشاركة وزير الخارجية الروسي إضافة إلى المبعوث الدولي المشترك في الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي ورئيس الائتلاف السوري المعارض احمد جربا.وأكد دبلوماسي فرنسي أن الاجتماع خصص لإيجاد الظروف المواتية لعقد مؤتمر تكون له الفاعلية اللازمة من أجل إنهاء هذه المعضلة. وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، طالب عشية عقد هذا الاجتماع كل الأطراف السورية ببذل جهود أكبر والذهاب إلى التفاوض من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع. ويسعى المشاركون في هذا اللقاء الذي يأتي بمبادرة من فرنسا إلى حمل المعارضة السورية على اتخاذ موقف موحد بالذهاب إلى مؤتمر جنيف الذي تعول عليه كل المجموعة الدولية من أجل إنهاء الصراع الدامي في سوريا. والمؤكد أنه سيتم ممارسة ضغوط جمة على هذه المعارضة المنقسمة على نفسها بين فريق حسم موقفه في عدم المشاركة والمتمثل خاصة في المجلس الوطني السوري المعارض والائتلاف الوطني الذي لم يقل كلمته النهائية بعد بخصوص المشاركة في هذا المؤتمر من عدمها. وتدرك القوى العظمى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا أن عدم ذهاب أي فصيل من المعارضة السورية إلى المؤتمر من شأنه أن ينسف كل المساعي التي بذلها المبعوث الدولي منذ مدة بدعم من موسكو وواشنطن على أمل جمع الفرقاء السوريين إلى طاولة حوار واحد تشكل بداية حل الأزمة. وهو ما جعل وزير الخارجية الألماني، فرانك والتر ستانماير، يعتبر لدى وصوله إلى باريس أن ”المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ليس بالقرار السهل بالنسبة للمعارضة”. وأضاف ”نحن نتواجد هنا اليوم من أجل محاولة إقناعها ورفع آخر العقبات التي قد تظهر فجأة”. وإذا كان اجتماع العاصمة الفرنسية الهدف منه إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في هذه الندوة فإن مشاركة إيران في المؤتمر لا تزال موضوع نقاش سيطرح على جدول أعمال لقاء بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي جون كيري في لقاء مقرر بينهما اليوم. يذكر أن مؤتمر ”جنيف 2” يهدف إلى بحث المسار الانتقالي في سوريا مع تشكيل حكومة مؤقتة تضم النظام والمعارضة على السواء. وهو ما فرضته المعارضة السورية التي اشترطت أولا وقف النظام لهجماته وعمليات القصف وتوفير رواق إنساني لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان للمتضررين السوريين من هذا الصراع.