تعتبر موسيقى الديوان من أقدم الأنواع الفنية التي احتضنتها الموسيقى الجزائرية وسارت بها بخطى ثابتة نحو العالمية، خاصة أن النمط الفني لموسيقى الديوان يجعله يتأقلم مع باقي الطبوع الأخرى، على غرار الجاز، البلوز، الكونتري والريقي، بالإضافة إلى الطبوع الموسيقية العربية ، الموسيقى الأندلسية والملحون. تدعمت الهياكل الثقافية والفنية بولاية بشار مؤخرا، بفتح مدرسة لتعليم وتلقين فن الديوان، بما فيه الغناء، الرقص والموسيقى بدار الشباب بمدينة القنادسة، من طرف الجمعية القندوسية التي حملت على عاتقها مسؤولية تعليم الأجيال هذا الفن الرائع المطلوب بقوة في المنطقة، وتم إعداد مؤطرين وهم أعضاء متطوعون عن فرقة الديوان ‘القندوسية'' لتلقينهم أبجديات موسيقى ورقص الديوان، أحد الروافد الفنية الشعبية المتوارثة شفويا منذ ظهوره خلال القرن ال 17. واعتبر القائمون على هذا الفن فتح مدرسة لتعليم فن الديوان مكسبا حقيقيا للأجيال باعتباره تراثا محليا، خاصة أن برنامج التكوين يتضمن ثلاث حصص لتعليم موسيقى ‘القمبري” الخاصة بفن الديوان، للمساهمة في جهود ترقية هذا الموروث الفني الشعبي وإبراز الاهتمام الذي يوليه الشباب للحفاظ على الفنون الشعبية. كما ستدعم الحظيرة الثقافية بفتح، مستقبلا، مدرسة لتعليم موسيقى القمبري لفائدة النساء، بمبادرة من الجمعية الثقافية لإحياء التراث ببشار والتعاون مع نجمة موسيقى الديوان، الفنانة حسناء البشارية التي ستشرف على تأطير النساء المنخرطات، فكل هذه النشاطات الفنية التي تعتبر أساسية في الحفاظ على الموروث الثقافي، يمكن الاعتماد عليها بقوة في تكوين وتقديم شباب حريص على احتضان الفنون بقوة.