الأرقام التي كشف عنها رئيس الرابطة الوطنية الإحترافية لكرة القدم بخصوص عدد اللاعبين الأفارقة الذين انتدبتهم الأندية الجزائرية خلال فترة الميركاتو، تؤكد بوضوح أن تطور الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا لم يتقدم قيد أنملة بعد ثلاث سنوات من تطبيق الإحتراف، بل كأن اعتماد هذا النوع من التسيير الرياضي أرجعنا إلى الوراء، عدنا إلى زمان ليس ببعيد كانت فيه بطولتنا قوية ولا تضم في أطوارها أي لاعب إفريقي. بمعنى أن هذه المعادلة أصبحت عكسية لم نكن نتصور تأثيرها المباشر على مجال التكوين الذي كان مزدهرا في أنديتنا واختطفنا ثماره خلال الثمانينيات في أعقاب تطبيق الإصلاح الرياضي الذي سمح للكرة الجزائرية بالمشاركة مرتين على التوالي في نهائيات كأس العالم، وقتها بدأ حبل التكوين في الكرة الجزائرية يتلاشى تدريجيا إلى أن قطعه الجيل الجديد من المدربين والمسيرين الذين أخذوا مقاليد تسيير كرة القدم، بل تلاعبوا بتاريخنا الكروي المجيد. وإذا كانت الإستفادة من خدمات اللاعبين الأجانب بمختلف جنسياتهم هي حالات موجودة في كل البطولات الوطنية والعالمية، فإن المفارقة بالنسبة لكرتنا أن قدوم الأفارقة يعد هجرة غير شرعية ومقنعة، لا سيما وأن مستوى هؤلاء اللاعبين الذين انتدبتهم أنديتنا عند انطلاق البطولة وأثناء مرحلة التحويلات الشتوية ليس أحسن من مستوى لاعبينا المحليين، فضلا عن الاموال الطائلة التي نخسرها عند جلبهم، وللأسف الشديد، فإن مسيري أنديتنا ومدربي فرقهم لا يتفطنون لهذا الأمر إلا بعد مرور فترة طويلة عن انطلاق المنافسة ويضطرون فيما بعد إلى تسريح لاعبيهم الأفارقة الذين يختارون البطولة الجزائرية الاحترافية كمرور حتمي نحو البطولات الأوروبية. والمؤسف جدا، أن انتداب لاعبين أفارقة يتم في كل الحالات بطريقة خاطئة لا تنم عن وجود إرادة لدى أنديتنا للحصول على أدق المعلومات الخاصة بمستوى هذا النوع من اللاعبين، البعض منها أصبحت تخاطر باستقدام أكثر من لاعب واحد، مثلما أكد ذلك رئيس الرابطة الوطنية الاحترافية، الذي أثار هذا الموضوع بكثير من الأسف والإستياء، حيث شدد على ضرورة قيام مسيري أنديتنا بمنح الأولوية للاعبينا الشبان الذين يستحقون ترقيتهم إلى فئة الأكابر . وكل ما نتمناه هو أن تنتهي ظاهرة استقدام لاعبين أجانب ضعفاء فنيا وبدنيا ابتداء من البطولة القادمة التي ستشترط فيها الرابطة الوطنية من الأندية الاحترافية ترقية ما لا يقل عن سبعة لاعبين من الفئات الشبانية نحو فئة الأكابر.