شكل تبادل وجهات النظر حول المجالات التي من شأنها مد جسور التعاون بين الكفاءات الوطنية وبلدها الأصلي، محور ورشة عمل بقنصلية الجزائر في تولوز، والتي جمعت رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس مع رعايا وطنيين يمثلون عينة من الكفاءات الوطنية المقيمة في تولوز وبوردو. وخصص هذا اللقاء الذي جرى بحضور عبد الكريم باحة ومحمد علام قنصلي الجزائر، في هاتين الدائرتين القنصليتين على التوالي لتبادل وجهات النظر حول المجالات التي يمكن بواسطتها مد جسور التعاون بين الكفاءات الوطنية مع بلدها الأصلي. وفي هذا السياق أشار السيد باباس، إلى أهمية إقامة أسس تعاون لا مركزي بمساهمة النخب الوطنية المقيمة بفرنسا، مضيفا في هذا الصدد أنه "من غير الممكن لبلد من الضفة الجنوبية للمتوسط مثل الجزائر التي يقابلها اتحاد إقليمي من مستوى عالي مثل الاتحاد الأوروبي أن تكون لبلدنا ردة فعل ويعمل في هذا الاتجاه". وأوضح في هذا الخصوص أن "ذلك ليس مسيرا بشكل جيد في الجزائر إن لم يكن منسيا، صحيح توجد هنا وهناك عمليات توأمة بين مدن فرنسية وجزائرية، لكن هناك أيضا عمل كبير ينتظر التجسيد حول ذلك"، مؤكدا على ضرورة القيام به "بأقل قدر ممكن من الأفكار المسبقة وقدر كبير من الانفتاح". كما أشار إلى أن هذا الشكل من التعاون المسمى غير مركزي "يكتسي أهمية كبيرة من أجل إبراز وإعادة الاعتبار للقدرة على العمل المشترك مع الكفاءات الجزائرية المقيمة بفرنسا"، مؤكدا أن هذا الشكل من التعاون له معرفة "خاصة" بالآليات التي تسمح بالقيام بتعاون في هذا المستوى. وقد تم في هذا الصدد تقديم عدة اقتراحات مع مختلف تدخلات الكفاءات الممثلة في هذا اللقاء الجواري. كما تطرق المتدخلون إلى مجالات شتى تشمل الميادين الرياضية، الجامعية، المقاولاتية، الطبية، المحلية، الإدماج والتكوين المهني، معربين عن "استعدادهم التام" للمشاركة في محاور التعاون التي أشار إليها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والاستجابة لإرادة مؤسساتية، إلا أن البعض أكد على ضرورة أن تحظى المشاريع التي يقترحونها "بالمتابعة والدعم الحقيقيين". كما جمع لقاء آخر جرى مساء السبت، ضم رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي حول مأدبة عشاء حميمية بدعوة من قنصل الجزائر بتولوز، مع عينة من الكفاءات الوطنية بحضور قنصل الجزائر ببوردو.