فشلت تشكيلة مولودية وهران مرة أخرى، في طرد النحس الذي يلازمها كلما التقت بغريمها وفاق سطيف، حيث انساقت مجددا إلى هزيمة هي الثالثة على التوالي، وبذلك يؤكد الوفاق بأنه يبقى الحصان الأسود ل"للحمراوة”، وكان يكفيه هدف وحيد سجله في وقت مبكر ( د10) مهاجمه ناجي حتى يعود إلى دياره غانما بالزاد كله، رغم أنه لم يقدم كمضيفته المولودية مستوى فنيا بحجم اسميهما الكبير، بل وظهر للحضور القليل الذي تابع المباراة أن ما كان يعنيهما هو الفوز لا أكثر ولا أقل، حتى يخففا من وطأة المشاكل التي تهز بيتهما في الوقت الحالي. فالمولودية أصبح مستقبلها في الرابطة الاحترافية الأولى على كف عفريت خصوصا بعد هزيمة أول أمس، ونتائجها أضحت متذبذبة منذ منتصف مرحلة الذهاب، وحتى نشاطها في منافسة كأس الجمهورية مستمر بصعوبة وترويض ما يسمى ”بالفرق الصغيرة” التي تجابهها، ومباراتها الأخيرة ونجاتها من الإقصاء بأعجوبة أمام نجم مقرة أعطت الدليل على أن الفريق الوهراني الأول ليس في أحسن حال. أما رئيس المولودية الوهرانية يوسف جباري، فعاش أمسية سوداء حيث طوقته الشتائم من كل جانب وطوال دقائق المباراة، فالأنصار يتهمونه بأنه هو من يتحمل مسؤولية تردي الأوضاع في الفريق، وبالأخص السقوط أمام النسر السطايفي لعدم عنايته بالتشكيلة وتحفيزها طوال الأسبوع الماضي، كما أنه هو المسؤول على فشل الانتدابات الشتوية بحسبهم، ما يعني بالنسبة إليهم عدم ضخ دماء جديدة في هذه التشكيلة كانت ستقويها عند استئناف النشاط الرسمي، أما هو (جباري) فرمى بالكرة في مرمى المدرب جمال بن شاذلي حيث حمله مسؤولية التعثر، وقال في تصريح مقتضب عقب نهاية اللقاء: ”المسؤولية يتحملها بن شاذلي الذي إختار تشكيلة اليوم، وما فائدة الاجتماع به وطلب تفسيرات منه بعد الخسارة، فقد عقدت اجتماعات واجتماعات، علينا التفكير جيدا في ما سنفعله لمصلحة الفريق قبل فوات الآوان”، أما عن رد فعل الجمهور تجاه شخصه، فرد جباري بأن جانب كبير منه تقاضى مقابلا ماليا حتى ينهال عليه بالشتم، وأنه كان تلقى في صبيحة يوم اللقاء عدة مكالمات هاتفية ورسائل نصية على هاتفه النقال تتوعده بالسب والشتم.
بن شاذلي: أتحمل مسؤولية التعثر لكن لست وحدي مسؤولا عن السفينة أما المدرب جمال بن شاذلي، فاعترف بمسؤولية الطاقم الفني في الهزيمة أمام وفاق سطيف، وأنه اجتهد حتى يقدم تشكيلة قادرة على إسعاد الأنصار: ”لا أتهرب من مسؤولياتي كخسارة اليوم، لكن لا يشار لي وحدي بالأصبع على أنها ناتجة فقط عن اختياراتي، ومن لم يعجبه عدم إقحامي لنساخ، فأرد عليه بأنني لا أتهاون في الأمور الانضباطية، فأنا لا أقبل أن يتصرف أي لاعب. كما يحلو له في الفريق يغيب متى شاء، ويستأنف التدريبات متى أراد، ثم أين دور الإدارة في تفعيل التقارير الإنضباطية التي أرفعها إليها حتى تساعدني في تقويم اعوجاج التشكيلة؟ هناك أمور تقع غير بريئة، وأنا سأستمر في عملي جاهدا حتى يقف الفريق على رجليه، رغم إدراكي بصعوبة المهمة، لأن لاعبينا ضعاف ذهنيا”.